المصالحة مع تركيا بداية صفحة جديدة من العلاقات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      اتفاق التعويضات مع تركيا على وشك أن يوقع، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى نهاية نزاع غير ضروري استمر ثلاث سنوات ونصف السنة، كما نأمل أن يشكل فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

·      لا يمكننا لدى العودة إلى الوراء إلا أن ننتقد الطريقة التي تصرفت بها الحكومة الإسرائيلية طوال فترة هذه القضية، بدءاً من قرار مهاجمة الأسطول المتوجه إلى غزة الذي اعتبرته إسرائيل انتهاكاً لسيادتها، مروراً بالطريقة التي جرت فيها عملية السيطرة على مافي مرمرة وأدت إلى مقتل 9 مواطنين أتراك، وصولاً إلى التنصل من تحمل المسؤولية عن الحادث ورفض أي مطالبة بالاعتذار أو دفع تعويضات.

·      نشأت قضية مافي مرمرة التي انتقد تقرير لجنة تيركل إخفاقاتها بشدة، على خلفية سياسة الحصار الوحشي الذي فرضته إسرائيل على غزة قبل أربعة أعوام وأثار انتقادات دولية وليس انتقادات من جانب تركيا فقط. وألقت هذه القضية بظلالها بين ليلة وضحاها على العلاقات الممتازة التي كانت قائمة بين الدولتين طوال عشرات الأعوام، بما في ذلك السنوات الأولى لحكم حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان. وإلى جانب الضرر البالغ الذي لحق بالتعاون العسكري والأمني بين البلدين، فقد أدت هذه القضية إلى تصدع العلاقات بين الشعبين. وعلى الرغم من الانتقادات التركية القاسية لسياسة إسرائيل في المناطق، إلا أن تركيا عرفت قبل وصول أردوغان، كيف تفرق بين الخلافات السياسية والأساس الذي أرست عليه علاقتها مع إسرائيل. لكن لم يكن في إمكانها ضبط النفس في مواجهة مقتل مواطنيها ولا سيما في ظل التوجه الخطأ لإسرائيل التي رفضت الاعتذار خشية أن يؤدي ذلك إلى الطعن بشرعية الهجوم على مافي مرمرة. ومما لا شك فيه أن أي دولة أخرى بما في ذلك إسرائيل، ما كانت ستتصرف بطريقة مختلفة.

·      على الرغم من ذلك، فقد مر أكثر من عامين قبل موافقة إسرائيل على الاعتراف "بالاخطاء التي تسببت بخسائر بشرية"، ولم يحدث هذا إلا تحت تأثير الضغط الكبير الذي مارسه الرئيس أوباما. ومرت سنة أخرى من المساومات بشأن حجم التعويضات التي على إسرائيل أن تدفعها، في الوقت الذي وافقت فيه إسرائيل على التخفيف من الحصار المفروض على غزة. خلال هذه السنوات الثلاث ونصف السنة قامت إسرائيل بتشويه صورة تركيا.

·      إن تركيا هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تقيم علاقات وثيقة مع إسرائيل، وهي ذات مكانة استراتيجية إقليمية مهمة. ولا تستطيع إسرائيل أن تسمح لنفسها بالتخلي عن علاقتها الجيدة معها.

·      إن اتفاق المصالحة وتعيين السفراء وفتح محور رسمي للاتصالات سينهي عملية تصفية الحسابات المتبادلة. في المقابل يتعين على دولة إسرائيل العمل على ترميم علاقاتها مع الشعب التركي.