من الأفضل أن يقدم الأميركيون تبريرات أفضل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      قبل ثلاثة أيام استمعت في مؤتمر الأمن الذي عقد في ميونيخ في ألمانيا إلى الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووجه خلاله تهديداً مبطناً إلى إسرائيل فحواه أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا ما رفضت الاستجابة إلى الخطة التي صاغها للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. وأدى هذا التهديد إلى أن أكتشف أننا لسنا مجرد مصابين بوسواس الملاحقة.

·      لقد تحدث وزير الخارجية الأميركي عما أسماه "وهم الأمن" الذي [نعتقد أننا] نحظى به. لكن يجدر تذكيره بأن أمننا لا يقوم على أساس أي أوهام، ويكفي أن نعيد إلى الأذهان ما حدث للأوغاد الذين قتلوا الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ [سنة 1972]، حيث قامت إسرائيل بتصفية الحساب معهم فرداً فرداً.

·      قبل خمسة أشهر تحدث كيري عن واجب المجتمع الدولي في أن يعاقب الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن تبين أنه استعمل سلاحاً كيميائياً ضد سكان مدنيين. وقال حينها "إن امتحاننا هو امتحان ميونيخ"، وقصد أن المجتمع الدولي حاول قبل الحرب العالمية الثانية أن يصالح [الزعيم الألماني النازي] أدولف هتلر ولم ينجح في الامتحان

·      في واقع الأمر، فإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تنجح في نهاية المطاف في الامتحان الذي تحدث عنه كيري ولم يعاقب بشار الأسد، فالطائرات الأميركية لم تنطلق لمهاجمة الأهداف التي جرى تحديدها. فضلاً عن ذلك، فإن كيري والأوروبيين لا يوجهون إصبع الاتهام إلى الفلسطينيين، ولا ينتهجون مقاربة متشددة إزاء الإيرانيين، ولكنهم يغازلون بحماسة كبيرة وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف، ويحتضنون الفلسطينيين.

·      إن كيري الذي تأثر إلى حدّ كبير برد فعل إسرائيل الفظ على التهديد المبطن الذي وجهه، أشار إلى أن الإسرائيليين سيشعرون بالضرر من خلال جيوبهم. ونطق بهذه الأقوال على بعد بضع مئات الأمتار من نصب تذكاري لـ"ليلة البلور" في ميونيخ، وهي الليلة بين التاسع والعاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 1938 التي سلبت وهدمت فيها كنس ومصانع وأملاك لليهود في ألمانيا. ولا بُد من الإشارة إلى أن الألمان لا ينسون الفظائع التي ارتكبوها بحق الشعب اليهودي وهم مستمرون في ابتكار الطرق الكفيلة بحفظ الذاكرة.

·      وكي ندع مجالاً للشك، نقول إن كيري لم يكن حذراً في كلامه، فثمة أسباب كثيرة تبرّر نقد سلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين، ومع ذلك من الأفضل أن يقدّم أصدقاؤنا الأميركيون تبريرات أكثر إقناعاً من التهديدات التي أطلقها كيري.