إيران وروسيا مستمرتان في نقل وسائل قتالية إلى سورية وهذا يستدعي رداً إسرائيلياً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي شنّ هذا الأسبوع هجمات على مخازن للسلاح في مدينة اللاذقية في سورية كما نُشر في وسائل إعلام أجنبية مؤخراً، فسنحصل على معلومات دقيقة في هذا الشأن من إحدى وسائل الإعلام المركزية في الولايات المتحدة في غضون أيام.

·      إن السيناريو الذي أصبح يتكرّر لدى وقوع حوادث كهذه هو التالي: في البداية تُنشر معلومات عن طلعات جوية مكثفة لسلاح الجو الإسرائيلي في سماء لبنان، ثم يُذاع تقرير حول وقوع انفجارات غامضة في منشأة عسكرية سورية، وينتهي الأمر بتسريب مباشر من وزارة الدفاع الأميركية لنبأ يُبيّن أي الجهات قام بالهجوم بالضبط ولماذا وكيف، وكذلك النتائج التي أسفر عنها هذا الهجوم.

·      ومعروف أن إسرائيل عموماً تقوم بإبلاغ الولايات المتحدة قبل وقت قصير من موعد تنفيذ الهجوم، ويظهر ذلك في ملخص الاستخبارات اليومي لدى وزارة الدفاع الأميركية، ويصل إلى مستويات عمل واسعة الانتشار، ثم يُنتظر تسريب متعمد من ذلك الملخص إلى وسائل الإعلام الأميركية.

·      حتى الآن توفر الشرطان الأول والثاني من هذا السيناريو المتكرّر، فقد كانت هناك تقارير عن طلعات جوية مكثفة في سماء لبنان، وأذيعت تقارير حول وقوع تفجيرات في اللاذقية. لكن ليس من المؤكد بعد أن يكون لدى الأميركيين ما يسربونه لكون الغموض الحائم حول هذا الهجوم مريح للجميع، وفي مقدمهم إسرائيل التي يخدم هذا الهجوم قوة الردع لديها، وسورية التي ليس لديها ما تتباهى به.

·      ومع ذلك، فإن أهداف الهجوم في منطقة اللاذقية منطقية تماماً، ذلك بأن ثمة مخازن للجيش السوري في قلب المنطقة العلوية بالقرب من الميناء المركزي الذي تمر منه المعدات العسكرية الروسية والإيرانية إلى داخل سورية ويصل بعضها إلى لبنان أيضاً. وقبل عدة أشهر نُشرت أنباء عن هجوم شنته إسرائيل على مخازن في المنطقة نفسها تحتوي على صواريخ مضادة للطائرات من طراز  "SA- 8".

·      وليس من المبالغة أن نفترض أن الأهداف التي تفضلها إسرائيل هي أولاً وقبل أي شيء صواريخ وقذائف صاروخية دقيقة بعيدة المدى. ومن بين عشرات آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ الموجودة حالياً في مخازن السلاح التابعة لحزب الله توجد عدة مئات من القذائف الصاروخية والصواريخ البعيدة المدى ذات القدرة على إصابة الهدف بدقة ومن شأنها أن تهدّد أهدافاً استراتيجية في وسط إسرائيل.

·      في الماضي ذكرت تقارير نُشرت في وسائل إعلام أجنبية أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم مخازن في منطقة مطار دمشق كانت تحتوي على قذائف صاروخية من طراز "فاتح 110"، وتعتبر دقيقة نسبياً وتحمل رؤوساً تفجيرية وزن كل رأس منها نصف طن، وكذلك كانت المنطقة تحتوي على صواريخ "إم 600" و"سكود بي" وقذائف صاروخية قطرها 302 ملم، وجميعها أهداف تفضل إسرائيل مهاجمتها في المقام الأول.

·      هناك مجال اهتمام آخر لدى إسرائيل، هو منظومة وسائل الطيران من دون طيار التي تؤكد وسائل إعلام أجنبية أن سورية تقوم بنقلها إلى حزب الله في لبنان وتشكل تهديداً لإسرائيل، وقد نشر أخيراً أن لدى سورية وسائل طيران كهذه.

·      في بداية الشهر الحالي ادعى أحد قادة حزب الله في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "الرأي" الكويتية أن لدى الحزب قدرات تمكنه من إلحاق أضرار بحرية الملاحة الإسرائيلية وتشويش عمل سلاح البحر الإسرائيلي. وأضاف أنه جرى تقسيم الساحلين السوري واللبناني اللذين يبلغ طولهما 400 كيلومتر إلى قطع يبلغ طول كل واحدة منها 50 كيلومتراً ونشرت في كل قطعة صواريخ أرض- بحر من طراز "سي 802" و"ياخونت".

·      وما زالت إيران وروسيا تنقلان إلى سورية وسائل قتالية كما لو أنه لا يوجد حظر ولا حرب أهلية. ويجري نقل جزء من هذه الوسائل إلى حزب الله في لبنان. وما يمكن افتراضه إزاء ذلك أنه إذا لم يكن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي شنّ الهجوم على اللاذقية هذا الأسبوع، فإنه سيقوم بشنّ هكذا هجوم قريباً.