المستوطنون سيكونون الفائزين في هذه الانتخابات
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

·       يمكننا منذ الآن إعلان الفائزين في الانتخابات: إنهم سكان يهودا والسامرة؛ إنهم الـ 400 ألف إسرائيلي الذين يعيشون خارج الخط الأخضر ويشكلون 5% من مجموع سكان إسرائيل. وبدءاً من هذا الصباح سيصبح لهؤلاء أكبر كتلة في الكنيست وفي الحكومة المقبلة.

·       ومن المنتظر أن يصبح تحالف الليكود - بيتنا، وحزب البيت اليهودي، وشاس، وكذلك حزب عوتسما لإسرائيل، في حال استطاع أن يتجاوز نسبة الحسم، الممثلين الأوفياء للمستوطنين في الكنيست. وستكون كتلة اليمين المقبلة في الكنيست هي الأكثر ارتباطاً بالمستوطنين منذ أعوام طويلة. ومن الملاحظ أن هذه الأحزاب كلها تبنّت الجمود السياسي، ومواصلة سياسة البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وعارضت بشدة نشوء دولة فلسطينية. وبما أن هذا ما سيكون عليه المشهد السياسي في الأعوام المقبلة، فإن المليارات ستظل تتدفق على المناطق [المحتلة]. ويمكن القول إن المستوطنين عبّدوا الطريق لذلك، فغزوا الليكود، ودفنوا المبادىء التي وردت في خطاب بار – إيلان [وفيه أعلن نتنياهو في سنة 2009 موافقته على حل الدولتين لشعبين]. كما سيصبح للمستوطنين تمثيلاً كبيراً من خلال حزب البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينت، المعارض لحل الدولتين.

·       يُقبل الجمهور الإسرائيلي على صناديق الاقتراع من دون حماسة. ويعكس التخبط الطويل للناخبين حال الاضطراب الذي ساد خلال الأعوام الأخيرة المجتمع الإسرائيلي الذي يئس من إمكان تغيير الوضع القائم والمعرّض للانفجار مع الفلسطينيين، ويعيش مع الخوف الدائم ممّا سيحمله المستقبل. وهكذا، يمكننا القول إن اقتراع الإسرائيليين سيكون اقتراعاً احتجاجياً.

·       إن ظهور حزب يش عتيد، وازدياد قوة حركة ميرتس، وعجز حزب العمل عن تجاوز العشرين مقعداً [وفق ما عكسته استطلاعات الرأي]، وضعف مكانة نتنياهو، دليل واضح على عدم رضى الإسرائيليين عن الخيارات المطروحة أمامهم، وعدم عثورهم على الخيار الحقيقي الذي يريدونه، وفي الواقع هم لا يعرفون في أي اتجاه يريدون أن تتوجه إسرائيل.

·       وإذا افترضنا أن نتنياهو هو مَن سيشكل الحكومة المقبلة، فإنه سيجد نفسه أمام خيارين: الأول، مواصلة الأسلوب الذي استخدمه في الأعوام الأربعة الأخيرة، والثاني، تغيير توجّهه وتسجيل صفحة في التاريخ. وهناك اقتناع في الليكود بأن نتنياهو لن يختار الخيار الفلسطيني، ومن هنا يبقى الخيار الحقيقي المتاح هو تغيير الواقع على صعيد الحياة المدنية، وخصوصاً فيما يتعلق بتجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي، أو في الخدمة المدنية. وفي جميع الأحوال، ففي ظل ضعف تكتل الليكود - بيتنا، فإن تشكيلة الحكومة المقبلة ستكون دلالة واضحة على نيات نتنياهو. فإذا اختار الأحزاب الحريدية والبيت اليهودي، فإن من الصعب أن نشهد تغييراً، أمّا إذا شكّل حكومة مختلطة، فإن هذا سيفرض على الأحزاب كلها أن تبدي مرونة.

·       إن أهم تحدٍّ سيواجهه رئيس الحكومة المقبل هو الخلاف مع الولايات المتحدة الأميركية، والضغط الذي تمارسه الدول الأوروبية من أجل إحراز تقدم على صعيد المشكلة الفلسطينية. لكن إذا كانت استطلاعات الرأي التي نُشرت الأسبوع الماضي صحيحة، فمعنى هذا أن القرارات المصيرية بشأن نشوء دولة فلسطينية ستؤجل مرة أُخرى، وأن المعركة السياسية التي ستدور لن تسمح باتخاذ خطوات بعيدة المدى، وسيكون رئيس الحكومة المقبل مضطراً إلى الاختيار بين المحافظة على بقائه السياسي واستقرار حكومته، أو بين اتخاذ خطوات سياسية لن تسمح بالبقاء في الحكم.