· يمكن القول إن إحدى السمات المثيرة لانتخابات 2013 في إسرائيل كانت كامنة في عدم تمكّن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتحالف "الليكود - بيتنا" من إثارة حماسة الجمهور العريض. وعلى ما يبدو، فإن سبب ذلك يعود إلى سيطرة شعور الملل على هذا الجمهور جرّاء رؤيته الوجوه نفسها، ومعايشته المناورات السياسية ذاتها.
· وربما يكون شعور الملل هو السبب الذي دفع قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي إلى تأييد أحزاب أُخرى ذات وجوه قيادية جديدة، مثل حزب العمل، وحزب "البيت اليهودي"، وحزب "يش عتيد".
· وإذا ما استندنا إلى ما أشار إليه آخر الاستطلاعات بشأن النتائج التي من المتوقع أن تسفر عنها الانتخابات العامة للكنيست الـ 19 اليوم (الثلاثاء)، فإننا نستطيع القول إن معسكر اليمين والحريديم [اليهود المتشددين دينياً] سينجح في أن يفوز بأكثر من 60 مقعداً في الكنيست المقبل، الأمر الذي يجعله مؤهلاً لتأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة التي ستكون برئاسة نتنياهو.
· ومع ذلك، يبقى الأمر الأهم هو أن عدد أعضاء الكنيست من "الليكود - بيتنا" سيكون في إطار الائتلاف الحكومي سيكون أكثر قليلاً من نصف الأعضاء في هذا الائتلاف، وقد يهبط عددهم إلى أقل من النصف في حال انضمام حزب واحد أو أكثر من أحزاب الوسط - اليسار إلى هذا الائتلاف. وإذا ما أخذنا في الاعتبار أيضاً أن أعضاء الكنيست من حزب "إسرائيل بيتنا" داخل تحالف "الليكود - بيتنا" يأتمرون بأمر رئيس هذا الحزب أفيغدور ليبرمان، فإنه لا بُد من الاستنتاج أن هامش المناورة المتاح أمام نتنياهو في الحكومة المقبلة سيكون ضيّقاً أكثر. وبالتالي لن يملك نتنياهو القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بقضايا توجد بشأنها خلافات حادة في الرأي، على غرار قضية تجنيد الشبان اليهود الحريديم، وقضية الميزانية العامة، بل حتى قضية شن هجوم عسكري على إيران.