هل انتقادات نفتالي بينت لنتنياهو مقدمة لخروج حزب اليمين القومي من الائتلاف الحكومي؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ستة أشهر مرت على ممثلي الجناح اليميني في الحكومة وفي الليكود في هذه التمثيلية. فالجميع من أنصار بينت [من البيت اليهودي] وأنصار زئيف إلكين وداني دنون [من صقور الليكود]، كان يعلن بأن المطروح على طاولة المفاوضات هو نشوء دولة فلسطينية في المنطقة الواقعة خارج الكتل الاستيطانية وما يترتب على ذلك من إخلاء للمستوطنات المعزولة مع عشرات الآلاف من سكانها، أو بقاء من يرغب منهم تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.

·      لقد عرف الجميع هذا كله، لكنهم فضلوا أن يظهروا وكأنهم أعطوا رئيس الحكومة حبلاً طويلاً. وعندما كانوا يوجهون إليه الانتقادات من وقت إلى آخر، كانت هذه الانتقادات تُوجّه ضد إطلاق أسرى أمنيين من السجون، أو ضد ممثلته في الوفد المفاوض تسيبي ليفني، "اليسارية" المعروفة.

·      قبل بضعة أيام، في دافوس، صرح رئيس الحكومة نتنياهو بأنه لن يخلي يهوداً من منازلهم ولا مستوطنين من أرضهم. لكن أحدهم لفت انتباهه إلى ضرورة عدم التحدث بهذه الطريقة في أثناء المفاوضات. وبالأمس قام متحدث باسم نتنياهو بتوضيح المقصود بكلام رئيس الحكومة امام المراسلين الأجانب. واستناداً إلى هذا التوضيح المنسوب إلى مرجع كبير في مكتب رئيس الحكومة، فإنه في الاتفاق الذي سيتحقق يجب السماح لليهود بالبقاء في منازلهم تحت السلطة الفلسطينية. وكان هذا الكلام أشبه بسقوط قنبلة قوية وسط الجهاز السياسي المتوتر أصلاً. وبدأت انعكاساته في الظهور بالأمس من خلال الرد العنيف لوزير الاقتصاد نفتالي بينت.

·      فقد قرر زعيم حزب البيت اليهودي أن يعّلم نتنياهو- ابن المؤرخ الشهير- درساً في التاريخ. ويمكن القول إن استخدام تعبير "فقدان الصواب الأخلاق" الذي اتهم به بينت نتنياهو هو أخطر كلام قاله وزير ضد رئيس الحكومة. وفي أي دولة أو حكومة طبيعية يقول فيها وزير مثل هذا الكلام يبدأ العد العكسي لإقالته أو لاستقالته.

·      في المقابل، بدأ ممثلو اليمين المتطرف في الليكود ومن بينهم نواب وزراء مثل إلكين ودنون وحوتوفلي، اطلاق نيران أسلحتهم الثقيلة ضد زعيم حزبهم. ويوضح هذا الهجوم الشامل ما نعرفه منذ وقت طويل من أن الأغلبية الساحقة في الليكود تعارض تقديم أي تنازل في المفاوضات. من هذه الزاوية، فإن ما حدث بالأمس هو نقطة تحول في السياسة الداخلية للحزب الحاكم وفي الجناح اليميني في الحكومة.

 

·      لقد سارع بينت وأعضاء من الليكود بالأمس إلى شن هجومهم على نتنياهو على الرغم من علمهم بعدم وجود أي حل سياسي وفق الشروط التي تحدث عنها المسؤول "الرفيع" في مكتب رئيس الحكومة، وليس فقط بسبب أن الفلسطينيين رفضوه رفضاً مطلقاً. لكن في ظل الظروف الحالية للحياة السياسية، من المهم لأنصار اليمين الاسراع في طرح تحذيراتهم وصراخهم وبكائهم ونحيبهم، لأنه إذا جرى التوصل إلى اتفاق سيكون في إمكانهم أن يلوحوا أمام جمهور ناخبيهم بالكلام الذي قالوه أمام جمهورهم وأن يقولوا له "لقد نبهنا وحذّرنا وفعلنا كل شيء".

 

المزيد ضمن العدد 1823