فكرة بقاء مستوطنين تحت سيادة دولة فلسطينية ليست أقل جنوناً من فكرة تقسيم القدس
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      لديّ صديق فلسطيني يقيم في قرية العيسوية الواقعة في المنحدر الشرقي لجبل سكوبس [المشارف] في القدس الشرقية، وفي كل مرة تُنشر فيها أنباء حول اقتراحات يتم طرحها في إطار المفاوضات وتتعلق بتقسيم القدس وإقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في الشطر الشرقي من المدينة، يهاتفني مذعوراً ويسأل: هل هذا صحيح، وهل سننتقل فعلاً للعيش تحت سيادة دولة فلسطينية ونخسر التأمين الوطني والتأمينات الصحية؟.

·      وفي الوقت عينه يؤكد بصورة حازمة: "لن أوافق على العيش في ظل ديمقراطية فلسطينية"، فأسارع على الفور إلى طمأنته قائلاً: "لا تقلق، هذه فكرة سخيفة أخرى لن تنضج لتخرج إلى حيّز التنفيذ". 

·      إنني أقترح أيضاً على جميع الإسرائيليين الذين استوطنوا خارج الكتل الاستيطانية الكبرى في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أن يكونوا مطمئنين. إن الفكرة التي جرى تداولها في الساعات القليلة الفائتة بأنهم يمكن أن يبقوا تحت حكم دولة فلسطينية في إطار تسوية دائمة، ليست أقل جنوناً من فكرة أن توافق حكومة إسرائيلية على تقسيم القدس.

·      يؤكد المقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو سبق له أن عرض في الماضي إخضاع مستوطنات نائية معدودة لسيادة الدولة الفلسطينية التي ستُقام. وأضافوا أنه إذا لم يرد المستوطنون ذلك، فيمكنهم الانتقال والعيش داخل الكتل الاستيطانية الكبرى. 
وهذا ما قصده نتنياهو حين قال في نهاية الأسبوع الفائت في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، إنه لا ينوي إخلاء أي مستوطنة ولا اقتلاع أي مستوطن من مناطق يهودا والسامرة.

·      غير أن عرض نتنياهو هذا يبدو غير منطقي على الإطلاق، فقد أكد الفلسطينيون في الماضي وما زالوا يؤكدون أنه لن تبقى أي مستوطنة قائمة [في الدولة الفلسطينية]. وبعبارة أخرى فإنهم يقولون: لقد سلبتم ما يكفي من أراضينا، وفي أي اتفاق لا بُد من إخلاء المستوطنات كلها. وما يحاول نتنياهو فعله هو حشر المستوطنين في الزاوية، وتحدي الجانب الفلسطيني.

·      لكن في واقع الأمر، إذا كان هناك أصلاً احتمال للتسوية، فإنه يوجب اقتلاع عشرات آلاف المستوطنين، وهو أمر لا يخطر على بال نتنياهو بسبب معتقداته السياسية العامة وفي ضوء الدروس التي تم استخلاصها من إخلاء مستوطنات غوش قطيف [قطاع غزة]، وكذلك من جراء خشيته اندلاع حرب أهلية بين الإسرائيليين. 

·      مع ذلك، فإن الإشارات الخفية التي صدرت عن ديوان رئيس الحكومة استطاعت أن تؤجج التوتر بين شركاء نتنياهو في الحكومة وبين أعضاء حزبه [الليكود]. وما تبين أنه كلما أمضى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ساعات أكثر مع رئيس الحكومة، أخرج نتنياهو من أدراجه أفكاراً يعلوها الصدأ. وفي نهاية المطاف سيكون نتنياهو بحاجة إلى أن يعبّر علناً عن موقف وخطة واضحة ومتسقة وذات منطق داخلي. 

·      في هذه الأثناء، يمكننا أن نردّد أغنية "باقون في البيت" فلا أحد سيُخلي مكانه: لا صديقي الفلسطيني من العيسوية، ولا المستوطنون من يتسهار، ولا نفتالي بينت من وزارة الاقتصاد.

 

المزيد ضمن العدد 1823