قرار الاتحاد الأوروبي مقاطعة المستوطنات يكسر الحاجز ويفتح الباب أمام المزيد من العقوبات والمقاطعات
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- لا يمكن الاستخفاف بالأصوات المحذرة التي تعالت من القدس، إذ يدرك بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت أن شيئاً مهماً حدث في أوروبا، وأن الحاجز انكسر والعقوبات الأولى اتخذت، والمزيد من العقوبات القاسية والمؤلمة بات مسألة وقت.
- طوال عشرات السنين تحدث الأوروبيون وهددوا، وكانوا ضحية خداع الحكومات الإسرائيلية التي وعدتهم بتجميد البناء في المستوطنات والبدء بالمفاوضات، ولكن من دون أن تفعل تلك الحكومات ذلك. هذه المرة ضاق الأوروبيون ذرعاً وقرروا أن يتحركوا ويوقفوا تمويل المشاريع والأبحاث ويمنعوا تقديم المنح والجوائز إلى أي طرف إسرائيلي له علاقة بالمستوطنات.
- يعود سبب غضب اليمين إلى تخوفه من رد فعل الجمهور عندما يشعر بالعقوبات المفروضة على المستوطنات من خلال انخفاض الأجور وارتفاع الأسعار وزيادة البطالة.
- من المضحك سماع رد فعل نتنياهو وليبرمان وبينت، فقد سارع نتنياهو إلى القول إن الخطوة الأوروبية "تضر بالمساعي المبذولة من أجل معاودة العملية السياسية". ومن المضحك أكثر سماع رد فعل ليبرمان "إن القرار يشكل ضربة قاسية لحظوظ معاودة عملية السلام".
- أما بينت فظهر حس الدعابة عنده، "القرار يشكل ضربة اقتصادية دمرت احتمال حدوث المفاوضات". كما سارع إلى التشديد على أنه يجب عدم التخوف من العقوبات لأن "تجارة إسرائيل مع العالم في ازدياد، ولأن العالم بحاجة الى العقل اليهودي".
- لقد بنى بينت لنفسه عالماً وهمياً كما لو أن الولايات المتحدة وأوروبا والصين يعتمدون علينا. لا، نحن الذين نعتمد عليهم. وكما لو أننا نحن الذين نبيع الولايات المتحدة طائرات حربية وننقذها من العقوبات الدولية.
- وعلى ما يبدو، لم يسمع بينت بالقرار الذي اتخذته مصارف أوروبية يمنع تقديم القروض للشركات الإسرائيلية التي تعمل في المناطق. كما لم يسمع بنقابات المستهلكين التي تقاطع المنتجات الإسرائيلية بسبب الاحتلال، وتتظاهر مطالبة شبكات التوزيع في أوروبا والولايات المتحدة بوقف استيراد المنتجات الإسرائيلية.
- ولا يعرف بينت النقابات العمالية الكبرى في أوروبا التي تطلب من أعضائها عدم شراء السلع الإسرائيلية، ولا بالتنظيمات العمالية في موانئ أوروبا التي ترفض تفريغ حمولة البواخر التي ترفع علم إسرائيل.
- في سنة 2009 أعلنت حكومة النروج أنها تبيع أسهمها في شركة "ألبيت" بسبب مساهمة الشركة في بناء جدار الفصل. كما أعلن في السنة عينها صندوق التمويل التابع للحكومة النروجية أنه سحب استثماراته من شركة "أفريقيا إسرائيل" بسبب "البناء في المناطق المحتلة".
- ما يجري هو بداية منزلق خطير نقف في بدايته وبدأنا نشعر بطعمه المر. لكن في اللحظة التي سيسقط الحاجز، فإن العقوبات والمقاطعات ستتكاثر وستلحق بنا جميعاً ضرراً كبيراً.