من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تدل الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية قبل أسبوع ونصف إلى الأردن على الأهمية التي يوليها بنيامين نتنياهو لدور المملكة الهاشمية في تقدم العملية السلمية، وبصورة خاصة الدور الذي ستلعبه مستقبلاً في حال قيام دولة فلسطينية. لم يجر تسريب مضمون المحادثات التي أجراها نتنياهو مع الملك الأردني، لكن يمكن الاطلاع على مواقف الملك وخططه الاستراتيجية من خلال أحاديث غير رسمية مع شخصيات أردنية رفيعة المستوى بعضهم على صلة مباشرة بالقصر الملكي.
· إن أهم رسالة تبرز من هذه الأحاديث مع الأردنيين هو تقديرهم أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق إسرائيلي- فلسطيني يؤدي إلى إنهاء النزاع. ففي رأيهم ان مثل هذا الاتفاق لن يؤدي إلى تحسين العلاقة مع إسرائيل على الصعيد العلني فحسب، ولكن ستكون له انعكاسات بعيدة المدى على علاقة إسرائيل بدول المنطقة ايضاً. وهم يقولون "عليكم أن تدركوا أن القوى التقدمية في العالم العربي التي تؤيد اقامة علاقات علنية مع إسرائيل، لا تستطيع ان تمد يدها نحوها طالما لم يجر حل المشكلة الفلسطينية.
· وإلى جانب ذلك، فإن هذا الاتفاق يجب أن يكون مصلحة إسرائيلية، لأن الطريقة الوحيدة لوقف سيطرة الحركات الإسلامية على الضفة الغربية هي من خلال الاتفاق مع الفلسطينيين".
· يرسل الأردنيون رسالة مهمة ذات انعكاسات بعيدة المدى في ما يتعلق بمستقبل المملكة بعد قيام الدولة الفلسطينية. وهم يشددون على إدراكهم صعوبة بقاء الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة لمدة طويلة. بناء على ذلك، فإن الخطوة التالية هي إنشاء كونفدرالية أردنية- فلسطينية. والمعروف أن هذا هو موقف الملك عبدالله الذي يحاذر الحديث عنه علناً، لكنه لا يتنكر له.
· وكان الملك الأردني تطرق إلى هذه المسألة في حزيران/يونيو الماضي في خطاب ألقاه في توزيع للشهادات الجامعية في جامعة مؤته قال فيه: "إن هذا الموضوع لن يطرح على الطاولة قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة"، لكنه ألمح إلى أنه عندما يحين الوقت فإن الكونفدرالية هي الحل الصحيح والملائم. وكان الملك أرسل سراً في الماضي مسؤولين أردنيين كباراً عرضوا على السياسيين الإسرائيليين فكرة الكونفدرالية. وفي رأي شخصيات أردنية رفيعة المستوى أن قيام الدولة الفلسطينية سيضع حداً لوجهة النظر القائلة "الأردن هو فلسطين" التي لا يزال لها مؤيدون في إسرائيل.
· يقول المسؤولون الأردنيون إن الأردن هو العمق الاستراتيجي لإسرائيل، وإن الجيش الأردني المنتشر على الجهة الشرقية من نهر الأردن يوفّر الأمن لإسرائيل أكثر بكثير مما توفره لها قوات حلف شمال الأطلسي التي قد تنتشر في غور الأردن. وفي جميع الأحوال لا نية لدى الأردن لنشر قواته على الجانب الغربي من نهر الأردن، كما لا يعارض الأردنيون وجود الجيش الإسرائيلي في الغور لفترة محددة.
· يقول الأردنيون، عليكم في إسرائيل أن تدركوا حقيقة تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي في الأردن نتيجة موجات اللاجئين التي أغرقت الدولة في العقدين الأخيرين، إذ يوجد في الأردن اليوم أكثر من 200 ألف لاجئ من العراق، ونحو 300 ألف فلسطيني من الذين غادروا الكويت [من جراء الحرب بعد هجوم العراق على الكويت سنة 1990] و600 ألف لاجئ سوري. ويجب أن نضيف إلى ذلك المهاجرين من العمال المصريين تقدر السفارة المصرية في عمان عددهم بنحو 800 ألف.
· إن الوضع الاقتصادي في الأردن سيتحسن كثيراً بعد قيام الدولة الفلسطينية ومن بعدها الكونفدرالية، وذلك من بين أمور أخرى بسبب التعاون الاقتصادي العلني مع إسرائيل. فعلى سبيل المثال، سيسمح ذلك بانتقال البضائع من أوروبا عن طريق مرفأ حيفا إلى الأردن، ومن هناك إلى دول الخليج وإلى السعودية، وستزدهر السياحة في المنطقة كلها.
· يمكننا افتراض أن هذه الرسائل سمعها نتنياهو أثناء زيارته الأخيرة الى عمان، ونأمل أنها ستساعده في طريقه إلى توقيع الاتفاق مع أبو مازن.