من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ليل أول من أمس هاجم المئات من سكان مستوطنة يتسهار قوات تابعة لحرس الحدود جاءت إلى المستوطنة لهدم مبان غير قانونية. واستقبل المستوطنون الجنود بالحجارة والإطارات المشتعلة. جنود القوة فوجئوا بعنف المستوطنين، وشاهدوهم يخربون معدات تابعة لهم من دون أن يلجأوا إلى استخدام الوسائل التي لديهم لتوقيف الذين ارتكبوا هذه الأعمال. جُرح ستة عناصر من حرس الحدود وأربعة من السكان.
· إن قرار وزير الدفاع موشيه يعلون هدم المباني في يتسهار جاء رداً على الهجوم الذي تعرضت له مركبتان عسكريتان وصلتا إلى المستوطنة- بينها سيارة قائد لواء شومرون- والذي قام به المستوطنون الذين أشعلوا الإطارات. وهكذا قرر يعلون هدم المباني غير القانونية كخطوة عقابية.
· من الجيد أن وزير الدفاع قرر التشدد ضد مثيري الشغب في يتسهار التي تعتبر أكثر المستوطنات عنفاً في المناطق. ويجب على الشرطة أن تحقق أيضاً مع مثيري الشغب وأن توجه إليهم لوائح اتهام. لكن صرخة يعلون في هذه الحالة تبرز صمته وتراخي الجهاز الذي يرأسه عندما كان هؤلاء المستوطنون من يتسهار يقومون بأعمال شغب وتخريب في القرى الفلسطينية المجاورة لهم ويحرقون حقولها، ويقتلعون أشجار الزيتون ويعيثون فساداً في ممتلكاتها، وأحياناً يعتدون جسدياً على سكان أبرياء. وقد ظلت هذه الأعمال من دون رد ومن دون تحقيق، ومن دون حساب ولا عقاب.
· لقد كان حريّاً بالحريص على سلطة القانون أن يرفع صوته منذ زمن طويل ويتخذ الخطوات ضد يتسهار وضد المستوطنات العنيفة الأخرى، كما كان عليه أن يتصدى لمثيري الشغب عندما كانوا يصبون جام غضبهم على الفلسطينيين. لقد جرت سلسلة طويلة من عمليات "جباية الثمن" ومن العمليات الإرهابية من دون أن يحرك الجيش الإسرائيلي أو شرطة منطقة يهودا والسامرة إصبعهم لوضع نهاية لهذه الأعمال. والذي صمت، ولم يحقق ولم يحاكم وغض بصره وتجاهل، يحصد ثمار هذه الكراهية التي تتوجه اليوم ضد الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود.
· إن الحزم نفسه الذي قرر وزير الدفاع التعامل به مع مثيري الشغب في يتسهار، يجب أن يظهره أيضاً في مواجهة إرهاب المستوطنين عندما يوجه ضد جيرانهم الفلسطينيين، فالهجوم على مركبة عسكرية تابعة للجيش أو حرس الحدود، ليس أكثر خطورة من إحراق الحقول أو الهجوم على البشر.