قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الثلاثاء)، إن إسرائيل لا يمكنها أن تقدّم أي اعتذار عن قيامها بتنفيذ أعمال بناء في القدس.
وجاءت أقوال بينت هذه عقب تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد فيها أن إعلان إسرائيل عن خطط إقامة 700 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية هو الذي تسبّب بوصول جولة المفاوضات الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين إلى طريق مسدود.
وأضاف بينت أنه منذ أعوام طويلة تجري محاولات كثيرة لمنع إسرائيل من القيام بأي أعمال بناء في القدس، لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، مؤكداً أنه لا يمكن لأي شيء أن يحول دون الاستمرار في أعمال البناء هذه لكون القدس عاصمة أبدية للشعب اليهودي. وشدّد على أن البناء في القدس يقف في صلب الممارسة الصهيونية ولا ينطوي على أي ضرر.
وكان وزير الخارجية الأميركي كيري أدلى أمس بشهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي أكد في سياقها أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني اتخذا في الأيام الأخيرة خطوات غير مفيدة، لكنه في الوقت عينه أعرب عن أمله أن يتوصلا إلى سبيل لمعاودة المفاوضات الجادة مشيراً إلى أنهما عقدا اجتماعاً مطولاً في هذا الشأن أول من أمس (الاثنين).
وأشار كيري إلى أن من بين تلك الخطوات غير المفيدة تقاعس إسرائيل عن إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين كما وعدت، وإعلانها مناقصات لإقامة 700 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم في المستقبل، وتوقيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس 15 طلباً للانضمام إلى معاهدات ومؤسسات دولية تابعة للأمم المتحدة.
وقال كيري إن الجانبين وصلا في نهاية المطاف بقصد أو بغير قصد إلى مواقف حدثت جرّاءها أمور غير مفيدة، ومما يبعث على الأسف أن الأسرى [الفلسطينيين] لم يتم إطلاقهم في الموعد المتفق عليه [29 آذار/ مارس الفائت] وبعد ذلك جاء إعلان إسرائيل عن مناقصات لإقامة 700 وحدة سكنية جديدة في القدس.
وأضاف: "مع ذلك، يحدوني الأمل في أن يجد الطرفان طريقاً للعودة إلى المفاوضات، ونحن نعمل معهما لتحقيق ذلك لكن يجب عليهما اتخاذ ذلك القرار الجوهري وآمل أن يفعلا".
وشدّد كيري على أنه من المفارقات المريرة أن تشهد هذه الأيام نزاعاً بين الجانبين لا حول جوهر الاتفاق النهائي وإنما حول كيفية الوصول إلى مناقشة هذا الاتفاق والقضايا الرئيسية للنزاع وهي الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.