· أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في سياق الشهادة التي أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي أمس (الثلاثاء)، أن الإسرائيليين هم الذين أفشلوا مهمته الرامية إلى تحقيق تسوية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وذلك بعد أن رفضوا إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وأعلنوا مناقصات لإقامة 700 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية.
· لكن كيري عاد في وقت لاحق وكال المديح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مؤكداً أنه اتخذ عدة خطوات شجاعة في مقدمها الموافقة على إطلاق أسرى فلسطينيين. ويبدو أن هذا المديح جاء بعد أن مارس المقربون من رئيس الحكومة ضغوطاً على واشنطن.
· مع ذلك، فإن الأمر الأهم الذي يجب الالتفات إليه هو أن جولة المفاوضات التي تجري بين إسرائيل والفلسطينيين في الوقت الحالي لا تدور حول جوهر النزاع بين الجانبين ولا حول القضايا الرئيسية لهذا النزاع مثل الحدود واللاجئين والقدس، وبناء على ذلك فإنها تبقى مفاوضات فارغة من أي مضمون.
· وعلى الرغم من هذه الحقيقة فإن المفاوضات ما زالت مستمرة لأن لدى كل من إسرائيل والفلسطينيين مصلحة في استمرارها.
إن السؤال الذي يجب أن يُطرح الآن ليس عمن يتحمل المسؤولية عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، وإنما إلى متى سيستمر الوضع التي تُجرى فيه مفاوضات فارغة من أي مضمون؟ ألم يحن الوقت لأن ندرك إلى أين نحن سائرون وما هي الوجهة التي يقودنا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إليها؟