على نتنياهو أن يغيّر سلوكه إزاء الفلسطينيين لتجنب التسونامي السياسي الآتي من أوروبا
تاريخ المقال
المصدر
- التعليمات التي أصدرها الاتحاد الأوروبي قبل عدة أيام وتحظر على دوله الـ28 القيام بأي عملية تمويل أو تعاون أو تقديم منح وجوائز إلى جهات في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان، يجب ألا تفاجئ أي مسؤول في إسرائيل، لأن الأوروبيين لا يخفون موقفهم الحاد والواضح المناهض لاستمرار أعمال البناء في المناطق [المحتلة]، والمعارض كذلك للجمود المسيطر على عملية السلام مع الفلسطينيين منذ تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة في إسرائيل.
- وقبل عدة أشهر قال لي أحد السفراء الأوروبيين في إسرائيل إنه يعتقد أن عدد أعضاء الكنيست [اليهود] الذين يؤيدون حل الدولتين لا يتجاوز شخصين. كما أن مندوباً من الاتحاد الأوروبي قام أخيراً بزيارة خاصة إلى إسرائيل لمعرفة سبب عدم إبداء الإسرائيليين أي اهتمام بما يحدث للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، أخبرني لدى انتهاء زيارته أنه خرج بانطباع أن الإسرائيليين يفضلون أن يعيشوا في إنكار تام لما يجري في جوارهم.
- وسبق للطاقم المهني في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن حذّر الحكومة من احتمال نشوب أزمة حادة بين إسرائيل وأوروبا على خلفية الموقف الذي تنتهجه الحكومة الإسرائيلية الحالية إزاء العملية السياسية. ونما إلى علمنا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حاولت أن تقنع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بضرورة أخذ المبادرة، وإلا فإنه سيكون عرضة لتسونامي سياسي في كل ما يتعلق بمستقبل العلاقات بين إسرائيل وأوروبا.
- ولا شك في أن سبب ممارسة أوروبا الضغط على إسرائيل في كل ما يتعلق بمعاودة العملية السياسية، أنها ترى فيها الطرف الأقوى في معادلة النزاع مع الفلسطينيين، الأمر الذي يلزمها المبادرة إلى كسر الجمود المسيطر على هذه العملية.
- إن موقف أوروبا هذا يستلزم من رئيس الحكومة أن يتخذ قرارات حاسمة ذات طابع تاريخي تتعلق بمستقبل العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين، لا أن يكتفي بتصريح هنا أو هناك. وعلى نتنياهو أن يدرك أن من يطلب من العالم أن يساعده في كبح البرنامج النووي الإيراني يجب أن يغيّر سلوكه في المناطق الفلسطينية.