قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تقبل أي إملاء من الخارج يتعلق بحدودها، وشدّد على أن حسم موضوع الحدود يجب أن يتم من خلال المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين فقط.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في ختام الاجتماع التشاوري الطارئ الذي عقده أمس (الثلاثاء) مع عدد من وزرائه ومستشاريه لمناقشة سبل الرد على التعليمات التي أصدرها الاتحاد الأوروبي يوم 28 حزيران/ يونيو الفائت إلى دوله الـ28 وتقضي بحظر أي تمويل أو تعاون أو تقديم منح وجوائز إلى جهات في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان، وبأن يتضمن أي اتفاق يتم توقيعه في المستقبل بين إسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي بنداً خاصاً يؤكد أن هذه المستوطنات ليست جزءاً من دولة إسرائيل، ولذا لا يشملها الاتفاق. واشترك في الاجتماع كل من وزيرة العدل تسيبي ليفني، ووزير الاقتصاد نفتالي بينت، ونائب وزير الخارجية زئيف إلكين، كما اشترك فيه مستشار الأمن القومي اللواء احتياط يعقوب عميدرور وعدد من المستشارين في ديوان رئيس الحكومة.
وأضاف نتنياهو أنه كان يتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يتفرغ لحل مشكلات أكثر إلحاحاً في الشرق الأوسط، مثل الحرب الأهلية الدائرة في سورية، أو سباق إيران نحو التزود بأسلحة نووية، بدلاً من إلحاق أضرار جسيمة بمئات آلاف الإسرائيليين الذين يعيشون في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وهضبة الجولان والقدس.
وتقرر في ختام هذا الاجتماع أن تعلن إسرائيل رفضها لهذه التعليمات، وأن تبذل محاولات لإرجاء وضعها موضع التطبيق.
وقال نائب وزير الخارجية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه في حال تنفيذ هذه التعليمات، فمن شأن ذلك أن يمس التعاون القائم بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي وخصوصاً في مجال تطوير الأبحاث. وأضاف أن هذه التعليمات تشجع الفلسطينيين على الاستمرار في التهرب من العودة إلى طاولة المفاوضات.
وأعربت وزيرة العدل ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين في الحكومة الإسرائيلية، عن أسفها لهذه التعليمات، لكنها شددت على وجوب أن تعمل إسرائيل سريعاً لكسر الجمود المسيطر على العملية السياسية، ومعاودة المفاوضات مع الفلسطينيين.
وأكد وزير المال الإسرائيلي يائير لبيد أن الزمن لا يعمل لمصلحة إسرائيل، مشيراً إلى أن كل يوم يمرّ من دون معاودة المفاوضات يلحق أضراراً بمكانة إسرائيل في العالم. وفي الوقت عينه أشار لبيد إلى أن تعليمات الاتحاد الأوروبي بائسة للغاية ويمكن أن تمس الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمعاودة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وقالت رئيسة حزب العمل وزعيمة المعارضة عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش إن ازدياد عزلة إسرائيل السياسية في العالم يلحق أضراراً بالدولة واقتصادها، ويشكل تهديداً استراتيجياً لا يقل خطورة عن الأسلحة المتطورة. وأعربت عن أسفها للجوء الاتحاد الأوروبي إلى فرض مقاطعة على المستوطنات بدلاً من القيام بجهود حثيثة من أجل معاودة المفاوضات كما تفعل الإدارة الأميركية.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن تقديرات تسود لدى مصادر سياسية رفيعة في القدس، أن الاتحاد الأوروبي قام بتنسيق تعليماته هذه مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية بهدف ممارسة ضغوط على رئيس الحكومة نتنياهو لإبداء مرونة أكبر إزاء معاودة المفاوضات.