· بالنسبة لإسرائيل، فإن الاتفاق بين الدول العظمى وإيران الذي دخل هذا الأسبوع حيز التنفيذ يتطلب خطوتين فوريتين: من جهة بذل مساع خاصة لجمع معلومات استخباراتية تثبت أن إيران تخدع العالم وتواصل سعيها للحصول على القنبلة النووية، ومن جهة أخرى القيام بالاستعدادات لاحتمال اضطرارها في نهاية الأمر إلى مهاجمة إيران وحدها من أجل القضاء على برنامجها النووي.
· وفي هذا السياق يتعين أن نذكر بأن الاتفاق أُقر في جنيف ووقع برغم المعارضة الإسرائيلية الشديدة له، ولغاية اللحظة الأخيرة استمرت محاولات الطواقم الإسرائيلية لإقناع الأميركيين وممثلي الدول العظمى الأخرى بأن الاتفاق خطأ تاريخي. ففي نظر مقرري السياسة والاستخبارات الإسرائيليين تعادل احتمالات تخلي إيران عن برنامجها النووي الصفر، والاتفاق خدعة هدفها تخفيف العقوبات المفروضة على الإيرانيين، بينما سيواصل هؤلاء تطوير قنبلتهم الأولى بعيداً عن أنظار مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
· في أعقاب توقيع اتفاق المبادئ مع إيران قبل أكثر من شهر، برزت خلافات في الرأي حيال تفسير بعض بنود الاتفاق، كان في طليعتها مسألة هل من المسموح لإيران مواصلة تطوير أجهزة طرد مركزية يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية (وليس فقط من أجل إنتاج الكهرباء كما هو مسموح به لإيران فعلاً). ورأى التفسير الإسرائيلي للبند أنه من الممنوع على إيران إنتاج أجهزة طرد جديدة باستثناء صنع بدائل عن تلك التي تتعطل. فسارع الإيرانيون إلى اعلان مواصلتهم تطوير أجهزة طرد من جيل جديد كي يستطيعوا تخصيب اليورانيوم بصورة أسرع وأكثر فاعلية.
· إن تقديرات الحكومة الإسرائيلية التي ترجح عدم اقدام الولايات المتحدة على مهاجمة إيران خلال سنة 2014 صحيحة، فقد أثبت أوباما أن تفضيل الحوار على أي هجوم هو بمثابة إيديولوجيا بالنسبة إليه.
· وحتى بالنسبة إلى القدس، وفي ظل الظروف السياسية القائمة، لا وجود لخيار فعلي للهجوم.
· لكن هذا الوضع يمكن أن يتغير خلال أشهر إذا نجحت إسرائيل في جمع الأدلة الاستخباراتية على أن إيران تواصل العمل لإنتاج قنبلة نووية. وفي مثل هذه الحال، من الممكن أن تعقد الحكومة جلسات استثنائية وأن تعطي الأوامر بشن هجوم على إيران خلال فصل الصيف أو الخريف المقبل.
· إن هذا ليس مجرد سيناريو خيالي، ففي ضوء التقدير القاطع في إسرائيل بأن الاتفاق خدعة، يطرح السؤال: هل من المحتمل أن تجمد إيران حلمها النووي؟
· في نهاية الأمر الأميركيون ليسوا سذجاً، وهم وضعوا آليات كثيرة تضمن رقابة شديدة على البرنامج النووي الإيراني. ولا ننسى أنه في البداية لم يكن هناك اقتناع كبير بأن سورية ستتخلى عن سلاحها الكيميائي تحت إشراف الأميركيين، لكن على الرغم من ذلك هذا ما يحدث في هذه الأيام.