"أزمة يعلون": علاقتها بإيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·      خيمت "أزمة يعلون" على الأحداث السياسية في الأسبوع الأخير، وكدّرت أجواء التحالف الأميركي- الإسرائيلي وأعادت الذكريات السيئة لما جرى لهذا التحالف في ربيع 2010. لكن على الرغم من ذلك، وعلى عكس "أزمة التجميد" (التي نشبت أثناء الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الأميركي جون بايدن جرّاء نشر خطط بناء مساكن جديدة في رامات شولومو)، يبدو أن النيران هذه المرة أخمدت بسرعة ومن دون ان تخلق أزمة ثقة شخصية بين المسؤولين الكبيرين. ومع ذلك لا يمكننا أن نتجاهل الانعكاسات المحتملة لهذا الحدث على السياسة الداخلية الأميركية تحديداً.

·      ثمة ترابط بين "أزمة يعلون" ومصير المبادرة الحالية في مجلس الشيوخ لسن تشريعات تهدف إلى فرض عقوبات جديدة ومؤلمة على إيران (ولا سيما فيما يتعلق بقطاع الطاقة)، في حال اتضح خلال الأشهر الستة المقبلة أن طهران خرقت بصورة ممنهجة "اتفاق جنيف" (الذي سيدخل اليوم حيز التنفيذ). وبرغم المعارضة الشديدة للبيت الأبيض الذي يتخوف من أن تؤدي الموافقة على اقتراح القانون (الذي يحظى على ما يبدو بتأييد مجلس النواب) إلى اغلاق الباب أمام العملية الدبلوماسية كلها، فقد تبلورت في الفترة الأخيرة قاعدة واسعة من الحزبين [الديمقراطي والجمهوري] تؤيد العملية.

·      وفي الواقع، في حين تطغى على مجلسي الكونغرس أجواء من الشكوك الكبيرة تجاه النظام الإيراني، فإن أوباما لا يزال مصراً على إنجاز المحادثات بين الدول العظمى وإيران التي من المنتظر أن تُستأنف الشهر المقبل، ثم التوصل إلى اتفاق نهائي للمشكلة النووية مهما كان الثمن.

·      ومن الملاحظ ان منظمة "أيباك" وجهات أخرى موالية لإسرائيل ناشطة في العاصمة الأميركية أعربت عن دعمها وتأييدها لمبادرة فرض عقوبات جديدة تهدف إلى ردع إيران عن خرق القيود المفروضة على نشاطها النووي التي بلورت ووضعت في جنيف. وعلى الرغم من أن تنفيذ هذه الخطوة على المدى القريب يلفه ضباب كثيف (حتى لو حظيت بالأكثرية المطلوبة نظراً إلى أن الرئيس يستطيع فرض الفيتو على تطبيق القانون)، إلا أن احتمال ان يسن مجلس الشيوخ مثل هذا القانون يشكل تهديداً للرئيس الأميركي، لأن حدوث مثل هذا السيناريو حتى لو لم ينفذ عملياً، سيصادر من أوباما الشرعية المطلوبة من أجل مواصلة تقدمه السريع نحو الاتفاق النهائي.

·      في هذه الفترة الحساسة تحديداً، وفي ذروة الصراع على الصوت الحاسم الذي سيضمن اقرار اقتراح القانون في مجلس الشيوخ، انفجرت "أزمة يعلون" وخرجت بسرعة عن اطارها المحلي الأصلي المحدود. فالتنديد الشديد اللهجة الذي صدر عن البيت الأبيض وعن وزارة الخارجية يشيران إلى الرغبة في احراج المعسكر المؤيد لإسرائيل في هضبة الكابيتول ووضعهم في موقف دفاعي، وإقناع أعضاء من مجلس الشيوخ لا يؤيدون العقوبات الجديدة بقوة، بإعادة النظر في موقفهم بشأن اصدار هذا القانون، من خلال اظهار إسرائيل (التي يهدف قانون العقوبات الجديد إلى تقليص المخاطر الأمنية التي ينطوي عليها اتفاق جنيف بالنسبة لها، وتأمين التأييد الأميركي لها في حال هاجمت المنشآت النووية الإيرانية)، وكأنها دولة ناكرة للجميل تجرؤ على التطاول على رب نعمتها الكريم والسخي.

·      وما يمكن قوله إن الكلام الجارح وغير الرصين الصادر عن وزير الدفاع، وهو لم يكن معداً للنشر، تحول في واشنطن إلى أداة مريحة للجم المسعى التشريعي المتعلق بإيران، والذي توجد لإسرائيل ولمعسكر المؤيدين لها مصلحة عليا في إنجازه، بينما يعتبره البيت الأبيض حجر عثرة خطراً على طريق المصالحة مع إيران.

·      في الأيام المقبلة ستتضح الصورة، وسيتضح فيما إذا كانت "أزمة يعلون" ستتحول إلى نقطة انطلاق مريحة وفعالة بالنسبة لأوباما كي يحسن صورته داخلياً حيال المشكلة الإيرانية الأساسية.