لجنة بلسنر بشأن المساواة في توزيع عبء الخدمة العسكرية على الجميع تنشر توصياتها على الرغم من حلها، ومخاوف من تفكك الائتلاف الحكومي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

من المتوقع أن تنشر لجنة بلسنر، المكلفة بحث المساواة في توزيع عبء الخدمة العسكرية على الجميع، التوصيات التي توصلت إليها على الرغم من القرار الذي اتخذه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بحلها بعد أن خسرت ثقة أغلبية الكتل في الكنيست. وأوضح رئيس حزب كاديما شاؤول موفاز أن توصيات اللجنة تشكل الأساس الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه لبلورة نسخة جديدة متفق عليها من جانب الائتلاف الحكومي لقانون طال [الذي يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية].

وشهد يوم أمس مفاوضات حثيثة وراء الكواليس من أجل إيجاد تسوية بشأن قانون طال ترضي الجميع داخل الائتلاف الحكومي، وتساهم في ردم الهوة في المواقف بين حزب كاديما والأحزاب الحريدية.

وقد أثارت لجنة بلسنر اعتراضات الأحزاب الحريدية وحزب "إسرائيل بيتنا" على حد سواء، الأمر الذي دفع ممثلي هذه الأحزاب إلى الانسحاب من اللجنة. فانسحبت الأحزاب الحريدية نتيجة التوصية التي تقترح فرض عقوبات شخصية على الشبان الحريديم الذين يرفضون أداء الخدمة العسكرية.

 أمّا انسحاب ممثلي حزب "إسرائيل بيتنا" من اللجنة فكان احتجاجاً على الخطة التدريجية لتجنيد الشبان العرب. فقد رأى زعيم الحزب ووزيرالخارجية أفيغدور ليبرمان أن "هناك فرصة تاريخية من أجل تغيير قانون التجنيد الإجباري"، وقال "لدينا أغلبية في الكنيست ووسط الجمهور وفي وسائل الإعلام، وعلينا ألاّ نتنازل ونقبل بحل جزئي، فليس هناك أي سبب يمنع الشاب الحريدي من أداء خدمته تجاه المجتمع من خلال العمل في المستشفيات أو من خلال مساعدة المحتاجين، كما أنه ليس هناك سببٌ يمنع الشبان العرب من تأدية خدمتهم للمجتمع"، وأضاف ليبرمان "يوجد اليوم المئات من العرب في جهاز الشرطة وهم يتلقون الرواتب ولا شيء يمنعهم من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية."

وتتمحور نقطة الخلاف بين لجنة بلسنر وليبرمان بشأن مطالبة هذا الأخير بتجنيد كل الشبان العرب، البالغ عددهم نحو 30 ألف عربي، في حين تقترح اللجنة تجنيد 6000 عربي من الذين تعتبرهم الدولة صالحين للتجنيد.

 من جهتها علمت صحيفة "معاريف" (4/7/2012) أن الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسف بلّغ وزير الداخلية إيلي يشاي أن فرض عقوبات شخصية على الشبان الحريديم الذين يرفضون أداء الخدمة العسكرية سيؤدي إلى استقالة حزب شاس من الحكومة. وعلمت الصحيفة من مصدر مطلع في الحزب أنه في حال أصر حزب كاديما على مواقفه في هذا الموضوع، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى استقالة شاس من الائتلاف الحكومي وتقريب موعد الانتخابات.

 وتحدثت صحيفة "يسرائيل هيوم"(4/7/2012) عن عودة الاتصالات بين نتنياهو وموفاز بعد انقطاع بسبب إقدام نتنياهو على حل لجنة بلسنر، وأن هناك محاولات تبذل من أجل تقريب وجهات النظر بين الرجلين. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يعلن نتنياهو قبوله بأغلبية المبادىء التي توصلت إليها لجنة بلسنر، على أن يجتمع في أعقاب ذلك بموفاز لتبديد الأجواء المتوترة التي سادت بينهما وتقريب وجهات النظر. ووفقاً للصحيفة فإن نتنياهو سوف يركز على أربعة مبادىء، هي: زيادة عدد المجندين؛ التنفيذ التدريجي؛ تجنيد الحريديم والعرب؛ عدم تحريض فئة ضد أخرى.