"هآرتس" في افتتاحية خاصة باللغة العربية: هناك حاجة إلى تمثيل عربي أكبر في الكنيست المقبل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

دعت صحيفة "هآرتس"، في افتتاحية خاصة نشرتها اليوم (الثلاثاء) باللغتين العبرية والعربية، المواطنين العرب في إسرائيل إلى الخروج للتصويت في الانتخابات العامة القريبة من أجل دفع السلام والمساواة والديمقراطية.وجاء في هذه الافتتاحية باللغة العربية: "في سنة 1948، قرر الفلسطينيون الذين بقوا تحت الحكم الإسرائيلي أن يصبحوا مواطني الدولة، وذلك باختيارهم النضال لمواطنة متساوية بأساليب ديمقراطية. هذا القرار شكّل تحدياً للدولة التي سعت لإبراز طابعها اليهودي، وللجمهور العربي الذي سار على حبل مشدود يصل بين النضال للمساواة وبين النضال لتحقيق تطلعاته القومية. ويمكن القول، اليوم، وبعد 65 عاماً، إن هذا الخيار قد أثبت جدارته، فالجماهير العربية هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي، وتساهم في مختلف المجالات. وكأقلية قومية فالجماهير العربية تثري الديمقراطية الإسرائيلية وتشكّل تحدياً محفزاً لها، ولذا من الطبيعي أن تجد التعبير السياسي الذي يعكس وزنها في المجتمع الإسرائيلي."منذ حكومة [يتسحاق] رابين الثانية التي اعتمدت على أصوات ممثلي المواطنين العرب في الكنيست، يعمل اليمين بمنهجية لنزع شرعية العرب في اتخاذ قرارات سياسية حاسمة. وينعكس ذلك اليوم في حملة التحريض ضد أعضاء الكنيست العرب وفي التشريعات المعادية للديمقراطية. من جهة أُخرى فإن القوى التي تسعى لوضع بديل من اليمين، تتجاهل بأغلبيتها وجود المواطنين العرب. ولذلك، ومن أجل تغيير هذا الوضع، هناك حاجة لتمثيل عربي أكبر في الكنيست."إن الانتخابات البرلمانية هي جوهر النضال المدني. وعليه فإن الانخفاض في مشاركة العرب في التصويت، والدعوات الداعية لمقاطعة الانتخابات بين الجمهور العربي، هي مظاهر مقلقة. إن السبب الأساسي للتراجع في نسبة التصويت بين العرب هو الشعور بأن العمل البرلماني لم يُساهم في تحسين ظروف معيشتهم. ولكن، وبنظرة شاملة، يتبيّن أن الجماهير العربية، وبفضل نضال شعبي ومدني وقانوني وبرلماني، حققت إنجازات هامة في مجالات الحياة المختلفة، ولذلك فلا بديل ناجع للجمهور العربي سوى النضال المدني الذي يتطلب طول النفس. إن اليأس والامتناع عن التصويت هما عدوّان لدودان لهذا النضال. "إن اليأس هو بمثابة 'ترف' لا يمكن لمواطني إسرائيل أن يتيحوه لأنفسهم. إن المشاركة الواسعة للجماهير العربية في الانتخابات هي في صالح جميع الديمقراطيين - العرب واليهود. لذلك فالمواطنون العرب مدعوّون للخروج للتصويت من أجل السلام والمساواة والديمقراطية."