إسرائيل ملزمة بالحزم في كبح تهريب السلاح المتطوّر إلى حزب الله
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 ·      تكافح إسرائيل منذ أعوام طويلة عمليات تهريب السلاح إلى المنظمات "الإرهابية". ويتطلب مجهود كهذا معلومات استخباراتية دقيقة وقدرة عسكرية عالية تتيح إمكان القضاء على السلاح المهرّب بصورة دقيقة، لكنه قبل كل ذلك يتطلب قراراً سياسياً يأخذ في الحسبان جميع العوامل ويقرّر شنّ الهجوم في ظل تحمّل قدر من المجازفة المحسوبة.·      نُشرت أخيراً في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنباء تحدثت عن تهريب صواريخ من طراز "ياخونت" من سورية إلى حزب الله في لبنان. وهي صواريخ بر- بحر من إنتاج روسيا تعتبر من الأكثر تطوراً في العالم. وكان سلاح البحر السوري اشترى هذه الصواريخ من روسيا قبل عدة أعوام. ووفقاً لمصادر أجنبية، فإن إسرائيل هاجمت قبل عدة أشهر مخزناً لهذه الصواريخ في شمال اللاذقية ودمرته.·      إن معظم السلاح المهرب يأتي من دول تدعم "الإرهاب" وأساساً من إيران وسورية. ولا شك في أن إيران لديها مصلحة في إحاطة إسرائيل بطوق من "الإرهاب" الصاروخي بغية استنزافها وانهيارها، وهي لهذا الغرض تقوم بتهريب أسلحة إلى كل المنظمات "الإرهابية" في المنطقة. ويكفي أن نذكر مثلاً عملية تهريب السلاح على متن السفينة "كارين إي" الذي كان مصدره إيران إلى حركة "فتح"، وسفينتي "فرانكوب" و"فيكتوريا" اللتين نقلتا ذخيرة من إيران إلى حزب الله و"حماس". وتدعم سورية حزب الله منذ سنوات، وهي تشكل حلقة ربط مهمة في محور الشرّ الذي يضم كلاً من طهران ودمشق وحزب الله. وبفضل قرب سورية من لبنان، فإنها تنقل إلى حزب الله سلاحاً سمح له بتحديث ترسانة أسلحته بعد حرب لبنان الثانية.·      إن إسرائيل تتابع عمليات التهريب من ناحية استخباراتية، غير أن مواجهتها تتطلب سياسة حازمة وقراراً بالعمل أحياناً في ظل قدر كبير من المجازفة. ويمكن القول إنه بعد حرب لبنان الثانية، قررت إسرائيل عدم المجازفة كثيراً، وكذلك الامتناع عن الرد على أي عملية تهريب حتى عندما تتلقى معلومات استخباراتية عن عمليات تهريب من سورية إلى حزب الله.·      ومما نشر في وسائل إعلام أجنبية في الآونة الأخيرة حول هجمات إسرائيلية في لبنان، ترتسم صورة سياسة حذرة تهدف إلى منع تهريب سلاح نوعي فقط مثل صواريخ متطورة مضادة للطائرات وصواريخ بر - بحر متطورة. ويبدو أن قواعد اللعبة هذه أتاحت لحزب الله مواصلة تهريب الصواريخ إلى لبنان وبموازاة ذلك الحصول من السوريين على سلاح نوعي مع إبقائه في مخازن داخل الأراضي السورية للحؤول دون التعرض لهجوم إسرائيلي.·      غير أن الحرب الأهلية الدائرة في سورية كرّست واقعاً جديداً، وفي السنة الأخيرة تعرضت مخازن سلاح نوعي داخل الأراضي السورية عدة مرات لهجمات عزتها مصادر أجنبية إلى إسرائيل. إذا كانت هذه التقارير صحيحة، فإن هذه الهجمات تشهد على تغيير في السياسة الإسرائيلية بدأ الجيش الإسرائيلي في إطارها مهاجمة مخازن أسلحة نوعية حتى داخل الأراضي السورية. ولا شك في أن التقارير الأخيرة عن تهريب صواريخ "ياخونت" إلى لبنان مرحلة أخرى في المعركة ضد تهريب السلاح من سورية إلى حزب الله وهي تستلزم من إسرائيل إعادة النظر في سياستها.·      إن وجود سلاح متطوّر لدى حزب الله من شأنه أن يحوّله من منظمة "إرهابية" إلى جيش متطوّر يمتلك أدوات خطرة في صراعه ضد إسرائيل. ويمكن القول إن القدرة على تهديد حرية الملاحة البحرية لإسرائيل وعلى مس منشآت الغاز الطبيعي في عرض البحر الأبيض المتوسط، وتقييد طلعات طائرات سلاح الجو فوق لبنان، تشكل تهديداً حقيقياً لقوات الجيش الإسرائيلي في أي مواجهة عسكرية مقبلة مع الحزب. وبناء على ذلك، فإن إسرائيل ملزمة بأن تعمل بحزم لكبح تهريب السلاح المتطور إلى حزب الله واستعادة الردع.إن ما يتعيّن على إسرائيل أن تفعله هو: أولاً، الكشف المرة تلو الأخرى عن دور إيران وسورية في دعم "الإرهاب"، وعرض المشكلة على العالم، والضغط لإدراج بنود ملزمة في أي تسوية معهما تتعلق بكبح عمليات تهريب السلاح. ثانياً، على المستوى التكتيكي يتعيّن على إسرائيل أن تهاجم ولا سيما داخل الأراضي اللبنانية، أي عملية تهريب للسلاح من سورية إلى حزب الله وأخذ قدر أكبر من المجازفة حتى عندما لا تكون المعلومات الاستخباراتية كاملة. وستظهر الأيام المقبلة أن مثل هذه المجازفة مجدية للغاية بالنسبة إلى إسرائيل.