يعلون في بيان اعتذار: أقدّر الجهود التي يبذلها كيري ولم أقصد المساس به
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أصدر ديوان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون الليلة الماضية بياناً أكد فيه أن إسرائيل والولايات المتحدة شريكتان في الجهود المبذولة للدفع قدماً بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والتي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري.وأكد البيان أن وزارة الدفاع وإسرائيل عموماً تقدران كل ما يقوم به وزير الخارجية الأميركي في هذا المجال، وأن الوزير يعلون لم يقصد من خلال الأحاديث التي أدلى بها أخيراً خلال جلسات مغلقة أن يمس كيري بصورة شخصية، مشيراً إلى أنه مع ذلك، فإن وزير الدفاع يعرب عن اعتذاره الشديد في حال أن هذه الأحاديث تسببت بأي مساس بالمسؤول الأميركي.وجاء هذا البيان عقب ردود الفعل الحادة التي أثارتها أحاديث يعلون في الولايات المتحدة.وقد وصف يعلون في سياق هذه الأحاديث التي كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب عنها أمس (الثلاثاء)، وزير الخارجية الأميركي بأنه شخص موسوس ومسياني ويسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، وأكد أنه لا تجري في الوقت الحالي أي مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وأن الأميركيين يجرون مفاوضات مع كل جانب على حدة، وأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليس شريكاً للتسوية وهو يحتفظ بمنصبه هذا بفضل الحراب الإسرائيلية، وفي اللحظة التي سيترك فيها الجيش الإسرائيلي مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] فإن سلطته ستنهار كلياً.وأضاف يعلون خلال الجلسات المغلقة نفسها والتي عقدت مع مسؤولين أميركيين كبار ومع مصادر رفيعة من المؤسسة السياسية الإسرائيلية، أن الخطة الأمنية التي عرضتها الولايات المتحدة على إسرائيل لا تضمن أمن إسرائيل ولا تحقق سلاماً، مشيراً إلى أن استمرار مرابطة الجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة وغور الأردن فقط، من شأنه أن يوفر الحماية لمطار بن- غوريون الدولي ومنطقة وسط إسرائيل من خطر الصواريخ. كما شدّد على أن كيري لا يمكنه أن يضيف أي شيء جديد إلى المعلومات التي لدى المسؤولين الإسرائيليين في كل ما يتعلق بنزاعهم مع الفلسطينيين.وفي إطار ردود الفعل الحادة في الولايات المتحدة، أصدرت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي بياناً قالت فيه إن تصريحات يعلون مسيئة وغير لائقة ولا سيما في ضوء المساعدات الأمنية السخية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل.كما أصدر الناطق بلسان البيت الأبيض جاي كارني بياناً أكد فيه أن واشنطن ما كانت تتوقع من حليف قريب لها مثل إسرائيل، أن يشكك في الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي.وقبل بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية هذا، أصدر الوزير يعلون عصر أمس بياناً قال فيه إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وطيدة جداً وتنطوي على أهمية بالغة بالنسبة إلى إسرائيل، مؤكداً أن الولايات المتحدة هي أكبر صديق لدولة إسرائيل وأهم حليف لها.وأشار إلى أنه عندما تنشأ خلافات بين البلدين يجري مناقشتها داخل غرف مغلقة، وهكذا الأمر أيضاً بالنسبة إلى وزير الخارجية كيري.كما أدلى يعلون بتصريحات إلى وسائل إعلام خلال اشتراكه أمس في لقاء مع طلاب مدارس ثانوية في بلدة أوفاكيم في النقب الغربي، أكد فيها أنه في حال نشوء خلافات في المناقشات بين إسرائيل والولايات المتحدة يجب ألا تلقي بظلالها على الأهداف والمصالح المشتركة للدولتين. وفي الوقت عينه قال وزير الدفاع إن السياسة الإسرائيلية يجب أن تركز في الوقت الحالي على إدارة النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني لا على التوصل إلى حل نهائي له. وأوضح أنه لا يؤيد فكرة التوصل إلى حلول فورية، بل يدعم فكرة سلوك طريق طويلة يتم خلالها تعزيز أمن الدولة والحفاظ على مصالحها.وشدّد على أنه يرفض الاعتقاد السائد في المجتمع الدولي أن سبب جميع الأزمات في منطقة الشرق الأوسط يعود إلى النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، مؤكداً أن ما حدث في هذه المنطقة في الأعوام القليلة الفائتة يدحض هذا الاعتقاد.وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المسؤولين في الولايات المتحدة لم يكتفوا ببيان يعلون وتصريحاته وطالبوا كبار المسؤولين في إسرائيل وفي مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإصدار بيان آخر يتم فيه التنصل من تصريحات وزير الدفاع وتقديم اعتذار رسمي إلى وزير الخارجية الأميركي.على صعيد آخر، أثارت تصريحات يعلون حملة نقد حادّة داخل إسرائيل.وقالت وزيرة العدل ومسؤولة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين في الحكومة الإسرائيلية تسيبي ليفني [رئيسة "الحركة"] إن العلاقات مع الولايات المتحدة هي أكبر رصيد استراتيجي بالنسبة إلى دولة إسرائيل، فضلاً عن كونها حيوية لضمان أمنها.وأضافت ليفني في تعليق نشرته أمس في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يسعى لإنهاء النزاع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من منطلق إدراكه العميق أن هذا الهدف هو مصلحة إسرائيلية، ومن منطلق التزامه ضمان مستقبل إسرائيل. وأكدت أنه يتم الحفاظ على مصالح إسرائيل وأمنها خلال عملية المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.كما وصف وزير شؤون البيئة عمير بيرتس ["الحركة"] ما نقل عن يعلون من انتقادات موجهة إلى وزير الخارجية الأميركي، بأنه استفزاز لا لزوم له وينطوي على انعدام مسؤولية. وأكد بيرتس أن الولايات المتحدة تشكل المفتاح للتوصل إلى اتفاق جيد يشمل ضمانات أمنية لدولة إسرائيل.