من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· جسّد أريئيل شارون طوال مسيرته العسكرية من قيادة "الوحدة 101" وحتى مقعد وزير الدفاع، أكثر من أي شخص عسكري آخر، نزعة القوة والبلطجة الإسرائيلية. وبدءاً بعملية قبية ومعركة المطلة وحتى احتلال بيروت في حرب لبنان الأولى [1982]، قاد شارون المرة تلو الأخرى مرؤوسيه إلى عمليات خلافية مضرجة بالدماء. وساهمت شجاعته في بناء الروح القتالية للجيش الإسرائيلي، وبلغت ذروتها في اجتياز قناة السويس بما رجح الكفة في حرب يوم الغفران. لكن بعد أقل من عقد من ذلك عُزل من وزارة الدفاع إثر تقرير لجنة كاهان عن مذبحة صبرا وشاتيلا.· كان شارون في إنجازاته كما في إخفاقاته، يأخذ زمام الأمور بيديه، ويستخف بالمسؤولين عنه ويكذب في تقاريره.· إن نزعة القوة وكراهية العرب واحتقار السياسيين ميزت شارون كذلك في حياته السياسية التي بدأت بمبادرته الناجحة لإقامة الليكود سنة 1973.· وكان سيد المستوطنين وملأ الضفة الغربية وقطاع غزة بعشرات المستوطنات الضارة والتي لا لزوم لها. وعارض كل اتفاقيات السلام التي وقعتها إسرائيل مع جيرانها. وزيارته إلى الحرم القدسي الشريف في صيف 2000 كانت الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وحتى في أواخر حياته السياسية، عاد شارون ليروّج ما سمعه من أمه: "لا تصدق العرب".· لكن منذ اللحظة التي حقق فيها حلمه وانتخب رئيساً للحكومة تغيّرت مقاربته. وعندما ألقيت المسؤولية العليا على كاهله أدرك شارون حدود القوة، ورأى أهمية قصوى في ضمان الدعم الأميركي لإسرائيل، وامتنع عن أعمال كان من شأنها أن تعرّض هذا الدعم للخطر. وخلافاً لصورته المتسرعة في الماضي، فإنه عندما أصبح رئيساً للحكومة اتخذ القرارات ببطء وحذر، ونفذها فقط بعد أن ضمن التأييد الجماهيري والإسناد من واشنطن. هكذا خرج متأخراً إلى حملة "السور الواقي" كي يوقف موجة العمليات الانتحارية، ووافق على إقامة الجدار الفاصل خلافاً لموقفه السابق. وهكذا أيضاً أخلى المستوطنين من قطاع غزة في إطار "خطة الانفصال"، وامتنع عن شن هجوم على المنشآت النووية في إيران، وفضل أعمال إحباط هادئة من جانب الموساد.· ولا شك في أن إخلاء مستوطنات غوش قطيف [قطاع غزة] الذي كان إرثه السياسي، كرّس سابقة مهمة وأظهر أن الاستيطان ليس أبدياً.· ويمكن القول إن خليفتي شارون، إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو، انحرفا عن الخط الذي رسمه. فأولمرت انطلق إلى حرب لا لزوم لها في لبنان وحملة عسكرية هدامة في غزة، ونتنياهو أبدى ضبطاً للنفس في كل ما يتعلق باستخدام الجيش، لكنه خرّب العلاقات مع الولايات المتحدة. ومنذ أن ترك شارون منصب رئيس الحكومة، تفتقر إسرائيل إلى زعامة تعترف بحدود القوة وتحافظ على التحالف مع الولايات المتحدة، وتبدي شجاعة سياسية في المناطق [المحتلة] ولا تهاب المستوطنين.