من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أقيمت بعد ظهر أمس (الاثنين) مراسم تشييع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أريئيل شارون الذي توفي يوم السبت الفائت عن عمر يناهز 86 عاماً. وجرى التشييع في مزرعة شارون في النقب بمراسم عسكرية وسط احتياطات أمنية مشددة بحضور كبار المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمهم رئيس الدولة شمعون بيرس، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبحضور نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وممثلين عن السلك الدبلوماسي الأجنبي.وقام الجيش الإسرائيلي بنصب منظومات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في مواقع محاذية للمزرعة، كما شهدت أجواء المنطقة حركة غير اعتيادية لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي تحسباً لاحتمال إطلاق صواريخ من قطاع غزة.وانطلق موكب الجنازة تتقدمه سيارات عسكرية بينها سيارة حملت تابوت شارون من مقر الكنيست في القدس مروراً بموقع اللطرون شمالي المدينة، ومن هناك توجّه إلى مزرعة شارون حيث تم دفنه بجوار زوجته في موقع يطلق عليه "تلة شقائق النعمان".وتحدث أمام المشيعين رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس، ونجلا شارون عومري وجلعاد، وتولى ضابط كبير من الجيش الإسرائيلي عرافة هذه المراسم.وقبل ذلك أقيمت في مقر الكنيست مراسم تأبين رسمية.وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو في مراسم التأبين إن شارون كان أحد أعظم القادة العسكريين لدى الشعب اليهودي والجيش الإسرائيلي الذين ينتمون إلى جيل مؤسسي الدولة وإعادة الاستقلال، مشيراً إلى أن إعادة استقلال إسرائيل كانت مرتبطة أكثر من أي شيء آخر بنشوء جيل من المحاربين اليهود أخذ على عاتقه أن يجدّد تراث البطولة اليهودية في أرض إسرائيل، بعد أن زال هذا التراث في أقطار الشتات.وأضاف نتنياهو أن شارون وضع أسس العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي وفي مقدمها الرد والمبادرة في إطار الحرب على "الإرهاب". وقد تم التعبير عن قدرته على المناورة والقيادة في حرب يوم الغفران [حرب تشرين/ أكتوبر 1973] عندما قاد قوات الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء قناة السويس وحاصر الجيش الثالث المصري، وأدى إلى تغيير مسار تلك الحرب التي بدأت بظروف صعبة جداً بالنسبة إلى دولة إسرائيل، ثم إلى إنهائها بنجاح.وأكد رئيس الحكومة أن شارون كوزير وكرئيس للحكومة أصرّ على حق إسرائيل في العمل من أجل الدفاع عن نفسها في هذه المنطقة كي يستطيع السكان فيها أن يعيشوا بأمان، مشدداً على أن حكومته تصرّ على هذا الحق الآن نظراً إلى كونه شرطاً أساسياً لوجود إسرائيل وإحلال السلام.وأشار نتنياهو إلى خلافاته مع شارون قائلا: "لم أتفق دائماً مع شارون كما أنه لم يتفق معي دائماً. لكن عندما خدم في حكومتي وأنا خدمت في حكومته، عملنا معاً من أجل ضمان أمن إسرائيل وتعزيز اقتصادها". وأضاف: "لقد أدرك أنه في كل الأمور التي تتعلق بوجودنا وأمننا يجب أن نكون ثابتين. ونحن نصون هذه المبادئ. إن دولة إسرائيل ستستمر في مكافحة الإرهاب وفي سعيها نحو السلام في آن واحد مع الحفاظ على أمنها، وستعمل بشتى الوسائل لمنع إيران من امتلاك القدرة على التزوّد بأسلحة نووية".وقال رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس في المراسم نفسها، إن شارون كان كتفاً استند عليه أمن الشعب في إسرائيل، كما أن بصمات قدميه منحوتة في كل تلة وواد.وتكلم في المراسم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، فقال إن شارون شخصية مركبة وعندما يحاكمه التاريخ سيأخذ في الاعتبار أنه عاش في فترة معقدة وفي منطقة إشكالية.