من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تولى باراك أوباما وبنيامين نتنياهو منصبيهما في وقت واحد تقريباً هو بداية سنة 2009. وكان في استطاعة نتنياهو البقاء في منصبه حتى خريف 2013، إلا أنه قرر تقصير مدة ولايته والحصول على تفويض جديد بالتزامن مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب مهماته في واشنطن، وذلك في محاولة واضحة تهدف إلى عدم السماح لأوباما في حال أعيد انتخابه لولاية ثانية بانتهاج سياسة شرق - أوسطية يمكن أن يؤدي تعارضها مع الخط الذي يتبناه نتنياهو إلى ابتعاد الناخبين الإسرائيليين عنه، مثلما جرى في انتخابات سنة 1992 التي خسرها إسحق شامير في إثر المواجهة التي دارت بينه وبين جورج بوش [الذي جمد ضمانات القروض لإسرائيل وطالبها بتجميد الاستيطان، مما أدى إلى استقالة حكومة الليكود، وساهم في فوز حزب العمل في انتخابات حزيران / يونيو 1992]· حتى الآن حققت خطة نتنياهو بعض النجاح. فمنذ فوز باراك أوباما على المرشح الجمهوري ميت رومني، كان الرئيس الأميركي مشغولاً بمسائل داخلية، مثل النقاش مع الجمهوريين في الكونغرس بشأن الخطة الضرائبية والميزانية، وتعيين وزراء جدد، إلى جانب التعيينات في المراكز الأساسية الأخرى في إدارته الثانية. وخلال تلك الفترة لم يوجه أوباما اهتماماً خاصاً إلى ما يجري في العالم وبصورة خاصة إلى ما يجري في إسرائيل.· لذا فإن جميع الذين كانوا يأملون بأن يكسر أوباما صمته ويكشف عن آرائه أمام الجمهور الإسرائيلي خاب أملهم. وفي هذا السياق يمكن القول إن رام عمانوئيل، رئيس بلدية شيكاغو، كان الوحيد الذي انتقد بشدة الرهان الخطأ الذي وضعه نتنياهو على الحصان الخاسر رومني، وعبر بالتالي عما يدور في خلد الرئيس الأميركي. لكن بالأمس قامت أوساط الرئيس أوباما بخطوة جديدة في هذا المجال وذلك من خلال المقال الذي كتبه الصحافي جيفري غولدبرغ الذي كشف أن أوباما قد يئس من نتنياهو، وأنه يعتقد بأن نتنياهو يمارس سياسة تدمير ذاتي ويجر إسرائيل إلى عزلة دولية.· مما لاشك فيه أن هذا الكلام لا يتطابق مع الحملة الدعائية التي يقوم بها نتنياهو والتي يصور فيها نفسه كرجل دولة يعترف به العالم وأنه من الشخصيات الأساسية بالنسبة لواشنطن. من هنا فإن كلام الرئيس أوباما قد يشكل مادة تدعو مواطني إسرائيل إلى إعادة التفكير قبل توجههم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب حكومة يمينية تتألف من الليكود وإسرائيل بيتنا والبيت اليهودي والأحزاب الحريدية، وتنتهج سياسة من شأنها أن تقود إسرائيل نحو المواجهة مع أوباما والعالم.