التسريبات الأميركية بشأن مهاجمة إسرائيل مخازن الصواريخ في اللاذقية تعرّض مصالح إسرائيل للخطر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • يبدو أن هناك مشكلة ثقة في العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، إذ ليس من المنطقي أو من المسموح به في شبكة العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين، أن تقوم المؤسسة الأمنية لأحد الطرفين بكشف أسرار الطرف الآخر. ويجب على الجهات في وزارة الدفاع الأميركية التي تقوم ببيع الأسرار الإسرائيلية إلى وسائل الإعلام الأميركية، أن تعلم أنها تضر بمصالح إسرائيل في المنطقة وتعرض حياة مواطنيها للخطر.
  • وعندما يحدث ذلك لمرة واحدة يمكن القول إنها كانت زلة لسان، لكن عندما يحدث مرتين يصبح الأمر خطة مقصودة. ففي الخامس من أيار/مايو قُصِفت مخازن سلاح تقع في منطقة دمشق وتحوي صواريخ من نوع فاتح 110 إيرانية الصنع كانت في طريقها إلى حزب الله. وبعد ساعات معدودة على القصف، سارع موظفون أميركيون كبار إلى اعلان أن إسرائيل هي وراء الهجوم. يومها حاولت إسرائيل البحث عن أعذار لتفسير سوء التصرف الأميركي.
  • وحتى ذلك الوقت كان يبدو الرئيس الأسد غير معني بالدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، كما كان مستعداً للاختباء وراء تصريحات علنية بأن الثوار هم من قاموا بالهجوم. لكن الإعلان الأميركي بأن إسرائيل هي التي قصفت، وضع الأسد تحت ضغط كبير من قبل المحيطين به الذين طالبوه بالرد، مما دفع بالأسد إلى إعلان أن سورية لن تمارس ضبط النفس في حال جرى الاعتداء على سيادتها.
  • وبعد الهجوم على قاعدة عسكرية شمالي اللاذقية، نجح الأميركيون في منع أنفسهم من الكلام أسبوعاً واحداً. لكن بعد ذلك قاموا يوم الجمعة الماضي بتوجيه أصبع الاتهام إلى إسرئيل بأنها هي التي قامت بالهجوم على مخزن السلاح الذي كان يحوي على الأرجح، صواريخ ياخونت البحرية. وهذا يضع الأسد أمام مشكلة حقيقية.
  • بعد تسريبات أيار/مايو اعتذر الأميركيون بأن هذا كان من عمل ضباط صغار، وقالوا إنهم شكلوا لجنة للتحقيق في الحادثة. واضطرت إسرائيل إلى ابتلاع الكذبة. لكن بعد مرور شهرين فقط عاد أصحاب الألسنة الطويلة في واشنطن إلى تسريب أسرار دولة إسرائيل.
  • السؤال الذي يطرح هنا: هل يمكن أن يكون للتسريب الأميركي علاقة بنجاح التجربة الإسرائيلية التي جرت يوم الجمعة الماضي على إطلاق صاروخ باليستي ذاتي الدفع بعيد المدى؟
  • إن تجربة يوم الجمعة الماضي جزء من سلسلة تجارب جرت حتى الآن على صواريخ ذاتية الدفع. وحين تريد إسرائيل إخفاء تجاربها الصاروخية فهي تتقن ذلك، لكنها كانت مهتمة بنشر نجاح التجربة، والرسالة التي أرادت إرسالها واضحة وهي أن تقليص ميزانية الأمن لن يلحق الضرر بقدراتها الاستراتيجية. ويستطيع ذلك الصاروخ الباليستي الذاتي الدفع أن يضع قمراً صناعياً في الفضاء الخارجي، كما يمكنه توجيه رأس صاروخ بصورة دقيقة.
  • إن الرسالة الإسرائيلية واضحة، وهي أننا نملك القدرة على التحرك ضد إيران بصورة مستقلة. فهل أثارت هذه التجربة غضب بعض المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية فقرروا الرد عليها بالتشويش على إسرائيل في جبهات أخرى؟