نتنياهو يجدد تهديداته بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- منذ فوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الشهر الماضي، نقل مسؤولون كبار في إدارة أوباما سلسلة من رسائل التهدئة لإسرائيل بشأن المحادثات المتوقع استئنافها في بداية أيلول/سبتمبر مع النظام في طهران. وقال موظفون أميركيون كبار للصحيفة إنهم خلال المحادثات التي أجروها مع نظرائهم الإسرائيليين، أوضحوا أنه برغم اعتبار الولايات المتحدة انتصار روحاني تطوراً ايجابياً، إلا أن هذا لا يعني أن الإيرانيين سيحظون بأي تنازل من الدول الكبرى قبل أن يقوموا بالخطوات المطلوبة منهم.
- وقال الموظفون الأميركيون إن "الإسرائيليين يخشون أن يخف الضغط على إيران نظراً إلى أن روحاني يبدو ودوداً مع الغرب، وهذا خوف مشروع. ولكننا قلنا للإسرائيليين إننا ننوي اختبار الإيرانيين بناء على أفعالهم وليس بناء على أقوالهم". وأشار الموظفون الكبار إلى أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل أنها لا تنوي تخفيف الضغط على طهران بل زيادته.
- والدليل على ذلك أنه منذ بداية تموز/ يوليو دخلت حيز التنفيذ عقوبات أميركية جديدة على التجارة بالريال الإيراني.
- وأشاع فوز حسن روحاني في الانتخابات الإيرانية في 15 حزيران/يونيو الماضي أجواء إيجابية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وسارعت هذه الدول إلى تهنئة الشعب الإيراني بنتائج الانتخابات وأعربت عن رغبتها في استئناف المحادثات مع إيران. كما أعلنت الولايات المتحدة أنها معنية بالبدء في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الجديدة في طهران.
- وفي وقت شجع الغرب تصويت 51% من الإيرانيين للمرشح الإصلاحي الذي لم يحظ بتأييد الزعيم الاعلى علي خامنئي، فإن نتنياهو رأى في ذلك أنباء غير سارة. فقد فوجئ رئيس الوزراء بهذه النتائج ورأى أنها تشكل تهديداً حقيقياً على الضغط الدولي الذي تبلور ضد إيران خلال الأعوام الأخيرة.
- في هذه الأثناء يبدو أن الأميركيين معنيون جداً بفتح حوار مباشر مع إيران كجزء من المحادثات مع الدول الست الكبرى أو بالتوازي معها. وأشار الموظفون الأميركيون الكبار إلى أنه خلال العامين الأخيرين بعثت الولايات المتحدة أكثر من رسالة بهذا الصدد إلى الإيرانيين علناً وعبر قنوات سرية. لكن الايرانيين رفضوا حتى الآن فتح حوار مباشر مع الولايات المتحدة، وفي جولة المحادثات الأخيرة التي جرت في كازاخستان في نيسان/أبريل، التقى الإيرانيون بشكل منفصل مندوبي الدول الكبرى باستثناء مندوبي الولايات المتحدة.
- ومن المنتظر أن ينعقد يوم الثلاثاء المقبل في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل اجتماع لكبار الدبلوماسيين من الدول الست الكبرى التي تدير المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي. وسترأس الاجتماع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون ومستشارتها الكبيرة هيلغا شميت.
- في هذه الأثناء، يسود أوساط الدول الست الكبرى تفاؤل حذر حيال إمكانية إحراز تقدم في المحادثات مع إيران عقب انتخابات الرئاسة. وتشجعهم في ذلك تصريحات روحاني أثناء الحملة الانتخابية والتي قال فيها إن على إيران أن تحسن علاقاتها مع الغرب وتعمل لرفع العقوبات الدولية. ومع ذلك فالمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي يشكل المرجعية الحصرية بالنسبة للبرنامج النووي.
- وكانت إسرائيل عرضت في المحادثات مع الأميركيين ومع الأوروبيين موقفاً متصلباً غير قابل للتنازل في ما يتعلق بالمفاوضات مع إيران. وطالب رئيس الوزراء نتنياهو بأن يتوقف الإيرانيون تماماً عن أي عملية تخصيب لليورانيوم – سواء إلى درجة 3,5%، أم إلى درجة 20%، كما طالب بإخراج المواد النووية من إيران وبإغلاق المنشأة النووية الموجودة تحت الأرض في فوردو.
- في المقابل يبدو موقف الدول الست الكبرى أكثر مرونة بكثير. فقد طالب الاقتراح الأخير الذي نقل الى ايران بتجميد التخصيب إلى درجة 20% فقط، ووقف النشاط في منشأة فوردو حتى يتم تفكيكها، وإبقاء كمية معينة من اليورانيوم المخصب في إيران لاستخدامه كوقود نووي في مصانع الأبحاث في طهران.
- كما تضمن الاقتراح الغربي تشديد رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية الايرانية، وتقليص الفترات الزمنية التي تفصل بين زيارات المراقبين الدوليين لمنع الإيرانيين من التقدم في برنامجهم النووي من دون أن تكتشفهم الوكالة.
- ووافقت الدول الكبرى على تخفيف العقوبات المفروضة على إيران وتعهدت تعليق فرض عقوبات جديدة، لكنها رفضت رفع الحظر عن استيراد النفط الإيراني الذي فرضه الاتحاد الأوروبي، وأعربت عن استعدادها للتخفيف من العقوبات المتعلقة بتجارة الذهب والمنتجات البتروكيميائية، وكذلك تخفيف بعض العقوبات المفروضة على المصارف الإيرانية. وحتى اليوم لم يرد الإيرانيون على العرض.
- ومنذ خطابه في الأمم المتحدة الذي رسم فيه الخط الأحمر، خفف رئيس الحكومة تصريحاته التي تتحدث عن إمكانية القيام بهجوم إسرائيلي أحادي الجانب على إيران لسببين: الأول إعطاء فرصة للعقوبات الدولية، أما السبب الثاني فيعود إلى حالة الطقس الشتوية التي تجعل الهجوم ضد إيران صعباً.
- ومنذ حلول الصيف وتحسن حالة الطقس وبعد الانتخابات في إيران، عاد نتنياهو إلى خطاب التهديدات المبطنة بالهجوم على إيران. وهو يعتزم خلال الأسابيع المقبلة ومع استئناف المفاوضات مع طهران، تشديد وتيرة تصريحاته في هذا الموضوع.
- وبرغم تصريحات نتنياهو العديدة حول الذراع الطويلة لإسرائيل، يبدو أن واشنطن لا تتخوف من أن يبادر نتنياهو إلى عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية من دون التنسيق مع الولايات المتحدة.