من دون مشاركة الأحزاب العربية لا يمكن نشوء كتلة مانعة في وجه كتلة اليمين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يبحث قادة أحزاب الوسط - اليسار في إمكان إنشاء كتلة مانعة تحول دون قدرة كتلة اليمين بزعامة نتنياهو على تأليف الحكومة المقبلة، وذلك بهدف تأليف ائتلاف حكومي بديل قادر على تحقيق الأهداف الأساسية المشتركة بين هذه الأحزاب وفي طليعتها: التسوية السياسية مع الفلسطينيين، وتحقيق سياسة اقتصادية قادرة على تقليص الثغرات الاجتماعية وتحرص على مصلحة الطبقات الضعيفة. وهذه الأهداف هي أيضاً التي تسعى لها أحزاب حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة]، وحزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي]، والقائمة العربية للتغيير. لكن الأحزاب اليهودية لا تنوي إشراك هذه الأحزاب العربية في تحركها.·       شيلي يحيموفيتش [زعيمة حزب العمل] وتسيبي ليفني [زعيمة هاتنوعا] تلوذان بالصمت إزاء احتمال تعاونهما السياسي مع ممثلي الجمهور العربي، أمّا يائير لبيد فيحرص على توضيح استبعاده مثل هذه الفكرة. ويفضّل زعماء الجمهور اليهودي المعتدل المضي نحو المعارضة، أو الانضمام إلى الائتلاف اليميني الذي يعتبرونه خطراً، فالمهم بالنسبة إليهم البقاء بعيداً عن العرب.·       ومما لا شك فيه أن استثمار أعوام طويلة في تقويض شرعية الأحزاب العربية كشريكة في التحالف السياسي بدأت تعطي ثمارها اليوم. فحتى الجمهور الليبرالي المعتدل المؤيد للسلام استوعب الرسالة، وبات يؤمن كما يؤمن زعماؤه إيماناً قوياً بأن أعضاء الكنيست العرب خطرون، وخونة، ولا علاقة لهم بالجمهور، وكل ما يهمهم هو مشكلة الاحتلال فقط. وتُظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية كبيرة من الجمهور اليهودي، نحو 70%، تعتقد أنه حتى القرارات الاجتماعية - الاقتصادية يجب أن تتخذها أغلبية يهودية فقط.·       وينعكس هذا التدهور في مواقف الجمهور اليهودي تجاه الأقلية العربية وممثليها، في مظاهر العنف إزاء أعضاء الكنيست العرب: فقد تعرضت عضو الكنيست حنين الزعبي لهجوم عنيف من جانب ناشطي اليمين المتطرف عبر محكمة العدل العليا، في محاولة لنزع الشرعية عنها. وتتكرر محاولات نزع الشرعية عن الأحزاب العربية قبل الانتخابات.·       خلال ولاية الكنيست الحالي بلغت حملة نزع الشرعية عن الأحزاب العربية ذروة جديدة، ولم يعد الأمر مقتصراً على موضوع التعاون السياسي مع هذه الأحزاب، بل إن جزءاً من موظفي الوزارات بات يتعامل مع أعضاء الكنيست العرب، وأحياناً بطلب من الوزراء المسؤولين عنهم، كأنهم منبوذون. فعلى سبيل المثال، أعلن حزب إسرائيل بيتنا أن الوزارات التابعة له لن تتعاون مع لجنة التحقيق البرلمانية المسؤولة عن موضوع تشغيل عمّال عرب في المؤسسات العامة، لأن رئيس اللجنة نائب عن الجمهور العربي. ·       في جميع الأحوال، تحوّل التعاون السياسي بين اليهود والعرب إلى أزمة بالنسبة إلى أحزاب الوسط ـ اليسار، وذلك على الرغم من الأجندة المشتركة بينهما. وهذا توجه يثير القلق ويلامس العنصرية ويلقي ظلاً كثيفاً على احتمال نشوء مستقبل أفضل لمواطني إسرائيل كافة.