التغييرات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي استعداداً للحرب المقبلة
تاريخ المقال
المصدر
- تعتبر التقليصات التي كشف عنها أمس في حجم القوات العسكرية لسلاح الجو جزءاً بسيطاً من التغيير البنيوي العميق من المنتظر أن يقوم به الجيش الإسرائيلي خلال الأعوام المقبلة، وفي نهايته يصبح أقل حجماً وأكثر قوة، والأهم أكثر ملاءمة لمهمات المرحلة المقبلة.
- وعلى عكس ما قد يعتقد، فإن التسريع في التغيير لم يأت نتيجة التقليص الكبير في ميزانية الأمن، بل نتيجة إدراك أن الجيش بات مترهلاً وقديماً ومعداً لمواجهة حروب تجاوزها الزمن. وفي هذا الإطار من التخطيط والعمل ضمن أفكار جديدة، وفي ظل التقليص الكبير الذي فرض على الجيش نتيجة العجز الضخم في الميزانية، تحول التغيير إلى ضرورة واقعية.
- وضمن إطار التغيير المخطط له، سيقلص الجيش عدد الطائرات والدبابات وسيزيد بصورة كبيرة في الوسائل التكنولوجية، وستُزوّد بعض وحدات الجيش وسائل واستخبارات من شأنها تعويض تقليص حجم القوات، ومعها وسائل تكنولوجية حديثة تسمح بتخفيض معين في العمليات العسكرية، مع زيادة اعتماد الجيش على القوات النظامية، وزيادة كبيرة في الأموال الموظفة في المجال السيبراني.
- وفي التقرير الذي قدمه المسؤولون الكبار في الجيش إلى القيادة السياسية، قدر هؤلاء أن هذه التغييرات بما فيها تخفيض حجم القوات، تمثل مجازفة محسوبة يمكن التعايش معها. صحيح أنه جرى فوراً تنفيذ خفض عدد طلعات الطيران الحربي بسبب الحاجة إلى إجراء تقليص كبير وفوري في ميزانية الجيش، بيد أن ذلك كان مخططاً لحصوله خلال الأعوام المقبلة، وهو يتعلق بطائرات قديمة صيانتها مكلفة ومساهمتها في العمليات العسكرية في حالة تراجع مستمر.
- وفي حال جرى تنفيذ هذه التغييرات، ستؤدي في نهاية المطاف إلى نشوء جيش يتلاءم مع العصر الحالي الذي يشهد زوال خطر الحروب التقليدية، وازدياد الحاجة الكبيرة إلى قدرات استخباراتية وقوة نيران للعمليات الجراحية، أو للمزج بين الاستخبارات والنيران وقوات قوية ومدربة وسريعة (من أجل الحسم السريع في العمليات التي قد تجري في غزة ولبنان)، وبصورة أساسية الحاجة إلى جيش مرن وعملاني ومنظم قادر على أن يتلاءم ميدانياً مع التغييرات المتواصلة التي تطرأ على العدو والمنطقة.