حزب الله يواجه أزمة حادة جراء تدخله في سورية
تاريخ المقال
المصدر
- مع أن جهاز الموساد الإسرائيلي هو أول من يتم اتهامه بصورة أوتوماتيكية بأي انفجار غامض يحدث في الجبهة الشمالية، إلا إنه لا بد من القول إن أجهزة استخبارات كثيرة انتشرت في الآونة الأخيرة في سورية ولبنان، وفي مقدمها أجهزة الاستخبارات التابعة لكل من تركيا والأردن وقطر والسعودية، إلى جانب أجهزة استخبارات كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا. وهذه قائمة جزئية فقط. وتقوم هذه الأجهزة بتمويل نشاط منظمات مسلحة، سواء تلك المعارضة لنظام بشار الأسد، أو المؤيدة له.
- ووفقاً للمعلومات التي في حيازة المتمردين السوريين، فإن مستودع الذخيرة في مدينة اللاذقية الذي تعرّض لانفجار نهاية الأسبوع الفائت يحوي منظومات صواريخ أرض - بحر روسية من طراز "ياخونت"، جزء منها تابع لحزب الله. وأمس قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إن إسرائيل لا تزال متمسكة بالخطوط الحمراء التي رسمتها أمام سورية، وهي منع نقل أسلحة استراتيجية أو كاسرة للتوازن إلى حزب الله، ومنع استعمال أسلحة كيميائية ضد إسرائيل بالقرب من منطقة الحدود بين البلدين. وليس من المبالغة تقدير أن حدوث انفجار في مستودع يضم صواريخ "ياخونت" يندرج في إطار الإصرار على عدم تجاوز هذه الخطوط.
- على الرغم من ذلك، يجب القول إن أغلبية عمليات التفجير الغامضة التي تحدث في لبنان وسورية تقف وراءها جماعات سنية سلفية متطرفة الهدف منها كبح الشيعة في العالم العربي. وتتلقى هذه الجماعات دعماً كبيراً من عدة جهات خارجية في مقدمها السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان. ويبلغ عدد أفراد هذه الجماعات 18,000 مقاتل ينشطون داخل الأراضي السورية وداخل لبنان أيضاً. كما أن تركيا تسمح لجماعات سلفية سنية متطرفة بالعمل ضد سورية انطلاقاً من أراضيها. وأخيراً تسربت أنباء عن اجتماع عقد بين رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ورئيس جهاز الاستخبارات التركية.
- كما تجدر الإشارة إلى أن حزب الله يواجه أزمة حادة من جراء تدخله في الحرب الأهلية الدائرة في سورية. وبناء على ذلك، فإن السيارة المفخخة التي تم تفجيرها أمس (الثلاثاء) في الضاحية الجنوبية في بيروت هي بمثابة تحذير لهذا الحزب بأنه يمكن أن يكون عرضة للمس حتى في عقر داره. وثمة هدف آخر لهذا التفجير هو تعميق حدة الخلاف الناشب داخل حزب الله بشأن تدخله في سورية.