من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في الأعوام الأخيرة انشغل العديد في إسرائيل، وفي إيران والعالم، بمناقشة احتمال مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية في إيران. ولقد توقعت شخصياً - في سنة 2008 وفي أوقات أُخرى- أن يحدث هذا الهجوم خلال "الأشهر القريبة". واليوم لا يزال من المتوقع أن تقوم إسرائيل / أو الولايات المتحدة بتنفيذ تهديداتهما ومهاجمة هذه المنشآت في الربيع أو الصيف المقبلين، وذلك في حال لم تنجح العقوبات في كبح المشروع النووي الإيراني.· لكن ثمة احتمال لحدوث شيء آخر معاكس لا يتحدث كثيرون عنه. ففي حال وصلت إيران إلى خلاصة فحواها أن إسرائيل والولايات المتحدة توشكان على مهاجمتها في وقت قريب، فإنها ربما تعمد إلى مهاجمة المطارات العسكرية في إسرائيل بالصواريخ إلى جانب منشآت استراتيجية أُخرى، وذلك ضمن إطار ضربة استباقية وقائية.· والذين يستبعدون هذا الإمكان يدّعون أن الإيرانيين سيمتنعون من القيام بمثل هذا الهجوم لأنهم سيقدّمون بذلك لإسرائيل وللولايات المتحدة مبرراً للرد ولضرب منشآتهم النووية. لكن من وجهة النظر الإيرانية فإن اعتبارات الضربة الوقائية قد تتفوق على اعتبارات الظهور بمظهر الضحية. صحيح أن مثل هذا الهجوم يتعارض مع العرف المتّبع في إيران بعدم المبادرة إلى شن حروب ضد الدول المجاورة (ولا يشمل هذا العمليات الصغيرة التي ينفذها عملاؤها مثل حزب الله)، لكن من المحتمل أن يفكر حكام إيران في أن الخطر كبير جداً، وأن من الأفضل المبادرة إلى شن هجوم من المحافظة على العرف المتّبع. ومما لا شك فيه أن ضربة إيرانية مسبقة ـ بواسطة صواريخ شهاب، وربما أيضاً بالطائرات - من شأنها أن تربك القدرة الهجومية الإسرائيلية. وسيدّعي الإيرانيون أن لديهم حجة مقنعة تبرر هجومهم الذي يهدف فقط إلى عرقلة هجوم إسرائيلي أكيد ضدهم. ومن الأكيد أن العديد من الأطراف، ولا سيما في روسيا والصين وتركيا وفي أوروبا والعالم العربي، سيصدق ذلك.· في تقديري، في حال اختار الإيرانيون الهجوم، فإن هذا لن يقتصر على قصف المطارات الإسرائيلية بصواريخ شهاب، بل سيترافق مع حملة إرهاب دولية، ومن المحتمل أن تتساقط آلاف الصواريخ التي لدى حزب الله على شمال إسرائيل ووسطها، وذلك كجزء من الهجوم الإيراني. وعلى الرغم من التصدع القائم حالياً بين إيران و"حماس" فإن ثمة احتمالاً، في مثل هذا الوضع، في أن تنشب اشتباكات على طول الحدود مع قطاع غزة، بمبادرة من مختلف التنظيمات الجهادية التي تعمل بالتنسيق مع إيران. ومما لا شك فيه أن الهجمات من لبنان ومن القطاع ستعرقل قدرة سلاح الجو على ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وإلى جانب الأضرار المباشرة التي سيكبدها هذا الهجوم لسلاح الجو الإسرائيلي، فإنه بالتأكيد سيؤدي إلى توجيه طاقات هذا السلاح نحو لبنان وقطاع غزة.· ومن المنتظر أن تكون انعكاسات هجوم إيراني مسبق، مع اندلاع الاشتباكات على حدود دولة إسرائيل، واسعة جداً. فالعالم السنّي المحيط بنا - مصر وربما سورية والأردن- سيضع تصفية حساباته مع الإسلام الشيعي جانباً، وسينضم بصورة أو بأُخرى إلى الحرب. وقد تضطر حتى السعودية ودول أُخرى، تشعر اليوم بالقلق إزاء تطوير سلاح نووي إيراني، إلى الوقوف مع سائر إخوتهم السنة، إذ على الرغم من الاختلافات العميقة بين المذاهب الإسلامية، فإن ثمة موضوعاً واحداً يوّحد المسلمين في العالم هو العداء لإسرائيل، وضرورة القضاء على دولة اليهود الكفرة.· إن قيام إسرائيل والولايات المتحدة بهجوم مضاد على إيران (أو على لبنان وربما غزة أيضاً) سيدفع بالجمهور الإسلامي إلى أن يطلب من حكومات الدول العربية التدخل ضد إسرائيل. ويمكن القول إن دخول الجيش المصري إلى سيناء من أجل "إنقاذ الإخوة في غزة"، وقصف سورية للجولان من أجل "إنقاذ الإخوة في لبنان"، وربما أيضاً إطلاق الصواريخ على إسرائيل من الأردن ومن الضفة، وانتفاضة العرب في إسرائيل مثلما جرى في تشرين الأول/ أكتوبر 2000، ليست مجرد سيناريوهات وهمية، بل يمكن أن تصبح جزءاً من التدهور الذي سيحدث في المنطقة جرّاء الهجوم الوقائي الإيراني. · لذا، من الضروري أن تكون المنظومات الدفاعية في إسرائيل، مثل القبة الحديدية وصاروخ باتريوت، المولجة مهمات الدفاع عن المنشآت الحيوية في إسرائيل، في أقصى درجات الجهوزية في الربيع والصيف المقبلين لعرقلة أي هجوم إيراني مفاجىء.