لا شيء تغير برغم تصريحات كيري عن اقتراب معاودة المفاوضات
تاريخ المقال
المصدر
- في الأسابيع الأخيرة ومع زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة، أعيد طرح موضوع المفاوضات السياسية على جدول الأعمال. فقد تنقل وزير الخارجية الأميركي بين رام الله والقدس واقترح خطوطاً عامة وقدم اقتراحات ونقل رسائل، ناشراً بصورة خاصة وهماً عن حدوث شيء ما، وأن الطرفين سيعودان قريباً إلى طاولة المفاوضات.
- يخدم هذا الوهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو جيداً لأنه سيظهر وكأنه يبذل جهوداً كبيرة من أجل دفع عملية السلام. كما يخدم وزير المال يائير لبيد الذي يحتاج إلى أن يظهر مهتماً بالموضوع الفلسطيني، ولا سيما بعد تعهده لناخبيه بأنه لن يبقى في حكومة لا تعمل لدفع العملية السياسية قدماً.
- في نهاية جولة المحادثات بشرنا كيري بإعلان "حدوث تقدم حقيقي". لكن كيف يمكن رؤية هذا التقدم أو قياسه في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين؟ هل يقاس بعدد اللقاءات الليلية بين الزعماء؟ أم بعدد ساعات العمل الشاق الذي يقوم به طاقم المفاوضات؟ أم يقاس بعدد الأفكار المبتكرة بشأن كيفية دفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات؟ أم من خلال التصريحات الإيجابية في وسائل الإعلام؟
- في مقابل ذلك، يمكننا بسهولة قياس عدم التقدم في المفاوضات عبر وسائل متعددة منها مثلاً عدد الإسرائيليين الذين يسكنون ما وراء الخط الأخضر، والزيادة الطبيعية وغير الطبيعية في المستوطنات، أو عدد الطرقات والممرات والتقاطعات الجديدة التي تقطّع أوصال الضفة الغربية إلى كانتونات مستقلة.
- كما يمكننا أن نقيس ذلك بالأرقام الديمغرافية التي تشير إلى أنه خلال ثلاث سنوات سيصبح اليهود أقلية بين نهر الأردن والبحر. واستناداً إلى هذه المؤشرات وغيرها، فإن فرصة تطبيق حل الدولتين آخذة في الزوال وهي السبيل الوحيد للمحافظة على إسرائيل ذات أغلبية يهودية وطابع ديمقراطي.
- لقد أعلن نتنياهو أنه في حال حدوث منعطف يمكن أن يؤدي إلى اتفاق سياسي، فإنه سيعرضه على الاستفتاء العام لإقراره. ويبدو أن الشعب سيؤيد مثل هذا الحل، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن ثلثي الإسرائيليين يدعمون اتفاقاً يستند إلى حل الدولتين القريب جداً من مبادرة جنيف.
- كما يمكن ملاحظة نسبة تأييد مرتفعة نسبياً لهذا الحل في أوساط ناخبي الليكود وشاس. وكذلك يبرز في أوساط الفلسطينيين تأييد شعبي واسع لحل الدولتين.
- فإذا أضفنا إلى ذلك كله وجود شريك كبير في الائتلاف الحكومي مثل لبيد المؤيد للسلام، ووجود الوزيرة تسيبي ليفني التي انتخبت على أساس برنامجها السياسي، وبينت الذي أعلن أنه لن يعارض المفاوضات، فمن المحتمل جداً ألا يواجه رئيس الحكومة مصاعب ائتلافية كبيرة في هذا الشأن.
- لذا نأمل من رئيس الحكومة أن يكون مستعداً للتفاوض مع الفلسطينيين ويقدم التنازلات المطلوبة للتوصل الى اتفاق يستند إلى الخطوط التالية: ترسيم الحدود على أساس خطوط 67 مع تبادل للأراضي؛ تقسيم القدس الشرقية وفقاً للواقع الديمغرافي؛ حل مشكلة اللاجئين من خلال دفع تعويضات أو انتقالهم إلى الدولة الفلسطينية؛ وضع ترتيبات أمنية تفصيلية؛ والاعتراف المتبادل بالدولتين بوصفهما وطناً قومياً لشعبيهما، وإعلان نهاية النزاع والمطالب.