التطورات الأخيرة في مصر وسورية تحسّن الأوضاع الاستراتيجية لإسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
- تثير آخر التطورات التي تشهدها مصر وسورية قلقاً كبيراً في إسرائيل، ويعود السبب إلى تخوّف المسؤولين في إسرائيل من احتمال تصاعد التوتر في الحدود مع هذين البلدين إلى حد اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة.
- إزاء ذلك، لا بد من القول إن ما يحدث في سورية ومصر يؤدي إلى تحسين الأوضاع الاستراتيجية لإسرائيل، بعد أن بات واضحاً أن قوة الجيش السوري تراجعت كثيراً خلال العامين الأخيرين. ولا شك في أن هذا التراجع ومعه الأزمة الاقتصادية الصعبة في سورية، سيؤديان إلى انحسار الخطر الذي كانت سوريا تشكله على إسرائيل لفترة طويلة.
- وعلينا ألا ننسى أن تدخل حزب الله في الحرب الأهلية الدائرة في سورية سيتسبب بتأكل قوة هذا الحزب وشرعيته، سواء داخل لبنان أو في العالم العربي. وفي حال سقوط نظام بشار الأسد، فإن حزب الله سيتكبد هزيمة كبيرة قد تؤدي إلى تصاعد المطالبة بنزع سلاحه. كما أن ثمة احتمالاً بأن يحل محل نظام الأسد نظام يقوم بتصفية حسابه مع حزب الله وإيران، الأمر الذي من شأنه أن يعود بفوائد على إسرائيل.
- وبالنسبة إلى مصر، يجب الإشارة إلى أن الأحداث الخطرة التي شهدتها الأيام القليلة الفائتة تجري على بعد 300 كيلومتر وربما أكثر من منطقة الحدود مع إسرائيل. ولكنه من الواضح أن الجيش المصري هو الذي سيبقى مسؤولاً عن العلاقة مع إسرائيل، وعن الحفاظ على الهدوء في منطقة الحدود بين البلدين. ومعروف أن هذا الجيش يعتمد كثيراً على المساعدات الأميركية، ولذلك يتوقع أن يكون حريصاً على إبعاد أي أحداث خطرة عن الأراضي الإسرائيلية.
- أخيراً، من الواضح أن ما يحدث في سورية ومصر يجعل هذين البلدين مهتمين أكثر من أي شيء آخر بمواجهة تحدياتهما الداخلية. وبناء على ذلك، فإن احتمال أن يوجّها قوتهما العسكرية نحو إسرائيل ضئيل للغاية.