لا أمل بمعاودة المفاوضات برغم وجود أغلبية إسرائيلية وفلسطينية تؤيد حل الدولتين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • ليس من الضروري أن تكون متشائماً كي تنضم إلى العديد من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين لا يعقدون آمالاً كبيرة على المحاولات الرامية إلى معاودة العملية السياسية. ففي إسرائيل هناك كثيرون يزعمون أننا تجاوزنا نقطة لا عودة عنها، وأن واقعاً جديداً برز مع مرور الأعوام، وأننا نسير نحو دولة ثنائية القومية.
  • فمن جهة لا نستطيع أن نتجاهل أو نغير الوقائع الموجودة على الأرض التي لا تسمح بحل يقوم على تقسيم الأرض إلى دولتين. ومن جهة أخرى، فإن الفجوة التي تفصل بين المواقف الأيديولوجية للطرفين غير قابلة للردم.
  • صحيح أن استطلاعات الرأي، إسرائيلية كانت أم فلسطينية، تشير دائماً إلى وجود أغلبية مؤيدة لحل الدولتين، لكن على الرغم من ذلك فما يمكن قوله اليوم بعد مرور عشرين عاماً على اتفاق أوسلو، وعشرين عاماً على المحاولات المتكررة للتوصل إلى اتفاق، أن جميع تلك المحاولات باء بالفشل.
  • والسؤال هو: كيف يمكن تفسير الفجوة بين موقف الرأي العام وفشل محاولات التقدم نحو اتفاق؟ وهل السبب يعود إلى الفجوة بين المواقف السياسية للطرفين؟ أم أن هناك خللاً في الطريقة التي تدار فيها المفاوضات؟
  • لست واثقاً من إمكانية التوصل إلى اتفاق يكون مقبولاً من الطرفين. لكنه من الواضح بالنسبة إليّ أن الأسلوب المستخدم في الاتصالات الحالية لا يسمح بالتوصل إلى هكذا اتفاق، فعملية سياسية تدار من خلال الإعلام لا يمكن أن تثمر.
  • وفي ما يلي بعض الاقترحات التي أقدمها مستنداً إلى تجربتي الشخصية خلال العامين 1985 و1986، وإلى التجربة الناجحة للمحادثات التي جرت في أوسلو سنة 1993.
  • إن الشرط الأول للمحادثات السياسية هو السرية المطلقة، أما الشرط الثاني فأن يكون من يدير تلك المفاوضات أشخاص غير رسميين يمكن للمسؤولين السياسيين التنصل منهم، والشرط الثالث: التنسيق الكبير بين أفراد طاقم رئيس الحكومة.
  • ومن المفيد أن نتذكر هنا أنه في مقابل المفاوضات السرية التي جرت في العاصمة النروجية في سنة 1993، دارت في واشنطن مفاوضات شاركت فيها وفود رسمية تمثل إسرائيل والفلسطينيين. وجرى تغطية مفاوضات هذه الوفود عبر وسائل الإعلام يومياً، وشكلت هذه المفاوضات غطاء لمفاوضات أوسلو.
  • من هنا يمكن القول إنه يجب أن تجري المفاوضات بسرية مطلقة، ويجب ألا يعرف بها الجمهور إلا بعد انتهائها ومع نشر مسودة الاتفاق الذي توصل إليه المفاوضون، أو بعد الوصول إلى حائط مسدود. لقد نجح هذا في أوسلو، ولا يوجد سبب لعدم نجاجه مرة أخرى.