إسرائيل تنشر 70 وثيقة عن مفاوضات السلام التي دارت بين إسرائيل ومصر بمناسبة مرور 35 عاماً على توقيع اتفاق السلام مع مصر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

·       في 2 تموز/يوليو 1978، بدا وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه دايان يائساً خلال الحديث الذي جرى بينه وبين نائب الرئيس الأميركي والتر مونديل في فندق "الملك ديفيد". وقال دايان لمونديل: "لدي خبرة 30 عاماً من المفاوضات مع العرب من دون الوصول إلى نتائج، باستثناء أن بعض الذين أجرينا معهم المفاوضات جرى اغتيالهم".
 

·       لقد أصبح في الإمكان الاطلاع على تفاصيل هذا الحديث على الموقع الإلكتروني لأرشيف الدولة الذي نشر نحو 70 وثيقة تضمنت مئات الصفحات التي توثق محادثات السلام المباشرة التي جرت بين إسرائيل ومصر بعد الزيارة التي قام بها الرئيس المصري أنور السادات إلى إسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر 1977. ويصادف نشر هذه الوثائق مناسبة مرور 35 عاماً على توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر في 26 آذار/مارس 1979.
 

·       وتضمنت هذه الوثائق المباحثات التي جرت بين الطرفين داخل الغرف المغلقة، والبرقيات والرسائل ومحاضر جلسات الحكومة وطواقم المفاوضات. كما اشتملت على أمور تُكشف للمرة الأولى مثل سجلات محادثات أعضاء الوفد الإسرائيلي التي سجلها بخط يده البروفسور أهرون باراك الذي شغل حينها منصب المستشار القانوني للوفد الإسرائيلي في المفاوضات.
 

·       ولدى الاطلاع على هذه الوثائق المكتوبة بالعبرية والإنكليزية بخط اليد وبالآلة الطابعة، يتبين لنا السبب الذي دفع رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن الذي رفض في البداية التفكير بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية في سيناء، إلى الموافقة على إخلاء المستوطنين حتى آخر واحد منهم، وإلى القول "كل شيء سيقع على عاتقي، وأطلب من عيزر وايزمن الدفاع عني أمام غيؤولا كوهين".
 

·       وتظهر الوثائق كيف نجح الرئيس الأميركي جيمي كارتر في دفع بيغن والسادات إلى التخلي عن تبادل الاتهامات وإلى تبادل الثقة، والصعوبة التي واجهها وزير الخارجية موشيه دايان الذي كان رجل حزب العمل، في إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في سيناء، وكيف صرح في النهاية أمام الكنيست: "من الأفضل الحصول على السلام من دون شرم الشيخ، على شرم الشيخ من دون السلام".
 

·       وتظهر الوثائق الدور الذي لعبه أريئيل شارون في المفاوضات الذي قال إنه "من أجل السلام" فهو مع "إزالة المستوطنات". لكن هذه الوثائق تكشف كذلك كيف تملص السياسيون الإسرائيليون من طلب تجميد البناء في المستوطنات أثناء المفاوضات، وكيف وجدوا "صيغة" ساعدتهم على التهرب من حسم مسألة مكانة القدس، وكيف "حلوا" مستقبل يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وقطاع غزة. كما تساعد مراجعة المادة المنشورة على فهم لماذا تنفس الرئيس كارتر الصعداء في نهاية العملية وقال: "ما حققناه حتى الآن ليس أقل من معجزة، ويد الله كانت في ما تحقق".
 

·       وتكشف الوثائق اللقاء الذي جرى أيضاً في 2 تموز/يوليو بين مونديل ورئيس الحكومة بيغن وحضره أريئيل شارون الذي كان حينها وزيراً للزراعة. يومها قال شارون: "لا أدري، من الغريب أن ينتمي المرء إلى الدولة الوحيدة في العالم التي تحتاج إلى إقناع الآخرين بحقها في الوجود وبحقها في الأمن". ولدى تطرقه إلى المطالبة العربية بانسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967] تابع: "لست خبيراً بالقرار 242، أنا فلاح، وبصورة أدق، أنا مزارع. وأريد أن أقول ببساطة إذا سألتموني هل تستطيع إسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية؟ فإن جوابي هو لا". وأضاف شارون: "لقد قاتلت في جميع الحروب التي خاضتها هذه الدولة على مدى 30 عاماً. ورأيت الخوف وفظاعات الحرب. وصدقني من رأى هذه الأمور يريد السلام أكثر من أي شخص آخر. لكنني لا أريد أن أقلل من شيء أساسي هو أنه على الرغم من أننا نريد السلام، فنحن أمة مستعدة للقتال. وعلى الرغم من أنني شاركت في جميع الحروب، صدقني أنا أريد السلام. وأنا مستعد للقتال من جديد في عشر حروب أخرى من أجل ضمان وجود هذا البلد".

 

المزيد ضمن العدد 1863