الخطابات المتعاقبة لزعيم حزب الله حسن نصر الله تثير المخاوف في إسرائيل. وعلى الرغم من أن مصلحة لبنان اليوم شبيهة بمصلحة إسرائيل، ولأن إقامة منصات الغاز مفيدة من أجل ازدهار الدولتين، فإن هذه المعادلة لا تناسب حزب الله.
هذا الأسبوع، قال وزير الدفاع إن "من الأفضل التوصل إلى اتفاق من دون حرب." وهو محق لأنه من المؤسف أن يدفع المواطنون في الدولتين الثمن. وعلى الرغم من التزام الجيش بالصمت، فإن سلاحيْ الجو والبحر بدآ بالاستعداد لإمكانية اشتعال الجبهة الشمالية، وهما يعدّان الخطط الملائمة.
حتى ولو أن نصر الله يخطط لـ"أيام قتال" فقط، وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تريد حرباً، فإن مشكلة الطرفين تكمن في أن قوة النار التي سيستخدمانها تختلف تماماً عن تلك التي اعتادها الجمهور في العمليات في غزة خلال العشرة أعوام الأخيرة. سيكون من الصعب على إسرائيل السيطرة على ألسنة اللهب في حال رد الطرف الثاني. حتى ولو انطلقت النيران من خلال حادث محدود، فإنها قد تتدهور سريعاً إلى أيام قتال، ومن هناك إلى حرب حقيقية لا يرغب فيها الطرفان.
التحدي الكبير الآن، هو متى وكيف يمكن وقف هذا التدهور؛ لذلك، تدور النقاشات الأساسية في المؤسسة الأمنية حول إعداد ردود على أي حادثة أو سيناريو يمكن أن يحدث. وبالتأكيد، في حال وصول معلومات ملموسة عن عمليات يخطط لها حزب الله، لا يمكن استبعاد اتخاذ قرار لإحباطها قبل وقوعها.
حالياً، تتوجه الأنظار إلى مطلع أيلول/سبتمبر، إذ من المتوقع أن يصل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى المنطقة، حاملاً معه الاقتراح النهائي الذي من المنتظر أن تقبله الدولتان، طبعاً إذا لم يفاجئنا نصر الله قبل ذلك.
من أجل أن نفهم الاستعدادات التي تقوم بها إسرائيل أكثر، يجب متابعة استبدال قائد المنطقة الشمالية أمير برعام المخطَّط له في 11 أيلول/سبتمبر. تُظهر تجربة الماضي أنه عندما يكون الجيش بصدد الاستعداد لاندلاع اشتباك في الساحة الشمالية، يؤجَّل موعد استبدال القيادة. هذا ما حدث مثلاً قبل مهاجمة المفاعل النووي في سورية في سنة 2007. وإذا جرى تأجيل التعيينات، فيمكن أن نعرف إلى أي حد هناك معقولية لحدوث مواجهة بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي.