إيران تفتح جبهة جديدة بعيدة-قريبة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

  • بحسب مصادر مختلفة في كلٍّ من الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، تنوي إيران-ويمكن أن تكون قد بدأت بذلك فعلاً-نقل كمية كبيرة من المسيّرات الهجومية من نوع "شاهد"، التي يستخدمها الروس في أوكرانيا، إلى الجزائر. جزء منها على الأقل سيصل إلى مقاتلي جبهة البوليساريو في منطقة تندوف جنوب غرب الجزائر. هناك تتواجد مخيمات لاجئين لقبائل الصحراء الكبرى، الذين هربوا بعد سيطرة المغرب على الصحراء الغربية بعد أن تركها الإسبان في سنة هناك عشرات قواعد "المتمردين" المحيطة بهذه المخيمات، والذين يحلمون بـ"احتلال" ما فقدوا. حتى الآن، نجح المغرب في منعهم من العودة إلى داخل الصحراء، بالأساس عبر جدران رملية على طول مئات الكيلومترات، والتي ساعدت إسرائيل أيضاً في تخطيطها.
  • خلال الأعوام الماضية، هدأ القتال وحصل المغرب على المزيد والمزيد من الدعم الدولي بمنح حكم ذاتي ثقافي للمنطقة غير الآهلة، في أغلبيتها. هذا لم يعجب البوليساريو، ولكن لم يكن لديهم القوة لتجديد المعركة. أمّا الوطنيون الجزائريون الذين يدعمونهم، فتخوفوا من المواجهة وفضّلوا مثلاً، أن يطلبوا من الولايات المتحدة التوسّط من أجلهم مع المغرب، بهدف فتح طريق لنقل البضائع إلى شاطئ المحيط الأطلسي الموريتاني.
  • الآن، تدخل إيران إلى المشهد، بهدف خلق تهديد من نوع جديد على المغرب: تحويل البوليساريو إلى قوة عسكرية مثل"الميليشيات" التي أقامتها في سورية والعراق واليمن وغزة. وتلك التي تحاول إقامتها في أذربيجان وأفغانستان، ومناطق أُخرى في العالم. وإيران ليست الوحيدة؛ روسيا أيضاً تطمح إلى الحصول على قاعدة بحرية في الجزائر، وتزودها بالسلاح، وزودت من خلالها مالي وبوركينا فاسو (بعد الانقلاب العسكري هناك) بالمرتزقة من "مجموعة فاغنر". الجيش الفرنسي تعب وانسحب، وبوتين يطمح إلى الدخول إلى عمق منطقة الصحراء-الساحل الأفريقي. ومن المهم الإشارة إلى أن إسرائيل تطمح إلى بناء علاقات مع دول "الساحل الأفريقي"، كموريتانيا ونيجيريا، بهدف فتح مسارات طيران مباشرة إلى البرازيل والأرجنتين.
  • إذا شهدنا هجمات من مسيّرات انتحارية ضد المغرب، فإن المشهد في شمال أفريقيا سيتغير. وهو ما سيتطلب جهداً أميركياً كبيراً لمنع حرب علنية ما بين المغرب والجزائر، اللتين تصارعتا سابقاً في منطقة تندوف. يمكن أن تحصل إيران على مواقع جديدة ترفع قدرتها على الابتزاز والتهديد، وطبعاً قواعد انطلاق جديدة لزرع "الإرهاب".

صحيح أن هذا يحدث على مسافات بعيدة، لكنه لا يزال قريباً جداً منا.