تأخّر انطلاق رحلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الإيطالية روما حتى الساعة الثانية من بعد ظهر أمس (الخميس)، إذ اضطر إلى الوصول إلى مطار بن غوريون بطائرة مروحية، بينما التقى هو ووزير الدفاع يوآف غالانت وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي وصل أمس إلى إسرائيل في زيارة رسمية، في منطقة المطار، وذلك بسبب التظاهرات التي انطلقت منذ صباح أمس بمشاركة عشرات الآلاف في عشرات المواقع في إسرائيل، احتجاجاً على خطة إضعاف الجهاز القضائي، والتي تخللها اعتقال متظاهرين، بينهم جنود احتياط، وفرض غرامات بحق آخرين، كما فُصِل طيار برتبة عقيد من قوات الاحتياط التابعة لسلاح الجو.
ووصل نتنياهو وزوجته إلى المطار في طائرة مروحية تابعة للشرطة، انطلقت من منطقة مفتوحة بالقرب من مستشفى "هداسا-عين كارم" في القدس، بينما وصل مرافقوه إلى المطار قبل ذلك، وكان طُلب منهم ومن طاقم الطائرة الوصول قبل ساعات قليلة من وصوله، خوفاً من تأخر وصولهم بسبب الاحتجاجات.
وأغلق متظاهرون شارع "أيالون" في تل أبيب المتجه إلى الشمال، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشرطة التي استخدم عناصرها الخيل في محاولة لتفريق متظاهرين، ليُفتَح الشارع مرة أُخرى بعد إغلاقه، وبعد أن فرّقت الشرطة المتظاهرين بالقوة.
وقال نتنياهو في المطار، قبيل توجّهه إلى إيطاليا: "إننا نحاول التوصّل إلى تفاهُم بشأن الإصلاح القانوني. لكن كل المبادرات قوبلت برفض كامل، وبمحاولات لدفع البلد نحو الفوضى. إن الهدف هو إسقاط حكومة انتُخبت ديمقراطياً قبل أشهر، وإجراء انتخابات سادسة. سنبذل قصارى جهدنا لمنع تعطيل حياة مواطني البلد. ولن يُسمح لأي شخص بتعطيل الديمقراطية الإسرائيلية."
في المقابل، قال زعيم المعارضة يائير لبيد: "إن نتنياهو لا يتوقف عن الكذب. فالحكومة هي التي لم توافق على أي محاولة للتفاوض، وتواصِل الدفع قدماً بالتشريعات التي ستحولنا إلى دولة مسيانية ومتطرفة وغير ديمقراطية. إن الفوضويين الوحيدين في هذه القصة هم وزراء كبار في الحكومة يحاولون إشعال البلد."
وكان عشرات آلاف الإسرائيليين قد بدأوا منذ صباح أمس بالخروج إلى الشوارع والمشاركة في تظاهرات "يوم مناهضة الديكتاتورية"، وتم إغلاق تقاطعات وطرق رئيسية في جميع أنحاء إسرائيل، بما في ذلك شوارع رئيسية في وسط تل أبيب.
وشهد مدخل مطار بن غوريون ازدحاماً مرورياً، إذ سارت عشرات المركبات ببطء لعرقلة حركة السير، وأطلقت أبواقها، بينما شرع عناصر شرطة في مخالفة مَن يبطئون مسيرهم وسحب رخصهم.
من ناحية أُخرى، قرّرت قيادة الجيش الإسرائيلي أمس فصل طيار برتبة عقيد في قوات الاحتياط التابعة لسلاح الجو، وهو أحد قادة احتجاج الطيارين الذي أعلن رفض الامتثال للخدمة، وكان يشغل منصب رئيس قاعدة "رامات دافيد" الجوية في شمال إسرائيل.
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار إن الضابط المفصول تجاوز كلّ الحدود.