صرخة تنبيه أخيرة: يجب إيقاف الانقلاب الدستوري الذي سيحول إسرائيل إلى دولة ضعيفة ومعزولة ومتخلفة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • في النظريات الاستخباراتية، هناك طريقة مقبولة تسمى المؤشرات الأساسية إلى التنبؤ بالتهديدات التي تغدو حقيقية ومحسوسة أكثر. اليوم، وبحسب هذه النظرية، تتراكم في إسرائيل عدة أحداث لتشكل صورة مقلقة جداً، غير مسبوقة من حيث خطورتها، وبحسبها، يمكن أن يحوّل الانقلاب القضائي إسرائيل من ديمقراطية منتعشة اقتصادياً، وقوية أمنياً ووطنياً، إلى ديكتاتورية متخلفة، مع اقتصاد في حالة تراجُع.
  • ما تتم تسميته اليوم "رفض الخدمة" في أوساط جنود الاحتياط، حتى لو لم تكن خطوة مقبولة، هو بمثابة صرخة. الحديث هنا لا يدور حول رفض قرار سياسي - أمني، إنما حول عدم استعداد للعيش في دولة تمنح جهات سياسية الحرية كي تسيطر على الدولة من دون كوابح.
  • الولايات المتحدة تعبّر بوضوح، ويبدو بشكل حاد أكثر في الغرف المغلقة أيضاً، عن أنه في حال حدث فتور في العلاقات بين الدولتين، فلا يجب أن نتوقع منها التعاون الشامل. مثال لِما يمكن أن يحدث: لنفترض أن الحكومة قررت ضرب إيران عسكرياً، وتفعيل سلاح الجو. قد يكون هذا ممكناً عسكرياً، لكنه لن يكون ممكناً عملياً. ضربة كهذه تعني حرباً متعددة الجبهات، لها إسقاطات كبيرة، وتتطلب الدعم الشامل من الولايات المتحدة. وأبعد من ذلك، يجب أن تتلقى أيضاً دعماً واسعاً من أوروبا، على أساس السابقة الأوكرانية. إذا تحولت إسرائيل إلى ديكتاتورية، فلن تحصل على هذا الدعم. وإلى جانب الانقسام والتفرقة الداخلية المتصاعدة، يمكننا أن نبقى معزولين، حتى أكثر من إيران.
  • وفي الساحة الداخلية، في مقابل الفلسطينيين، فإن المشاهد المرفوضة التي صدرت عن الوزير بتسلئيل سموتريتش، والتصريحات الاستفزازية من الوزير إيتمار بن غفير قبل شهر رمضان، هي بمثابة خطر حقيقي على الأمن، وعلى علاقتنا بالعالم العربي. إن مواجهة غير ضرورية وغير مبررة مع المجتمع الفلسطيني، حيث السلطة ضعيفة و"الإدارة المدنية" تحولت إلى جهة ضعيفة، بعد فصلها عن الجهاز الأمني، ستؤدي ببساطة إلى ضرر في علاقاتنا مع الدول العربية، وهي علاقات بُنيت بجهد كبير، بعد حروب دامية. الدمج ما بين قوة الجيش والفهم السياسي أدى إلى واقع مذهل، حيث إسرائيل والدول العربية في حلف عسكري - استراتيجي يمنحنا قوة مضاعفة في الدفاع وأمور أُخرى. إسرائيل أيضاً جزء من قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، وهذا مهم جداً. ممنوع على إسرائيل أن تخطو نحو حلم الأعداء جميعاً: الدخول في مواجهة دينية وهي معزولة عن الدعم الدولي والأميركي.
  • في الاقتصاد، هناك إشارات تثبت أن المعجزة الاقتصادية الإسرائيلية، التي تنعكس في الدمج ما بين "الستارت - أب" والاستثمار الخارجي الكبير الذي يصل إلى هنا، يمكن أن تنقلب علينا. من أين ستأتي المصادر المالية للقوة العسكرية؟ يجب التوقف حالاً، بأمر من رئيس الحكومة، ويجب إيقاف الانقلاب الدستوري الذي سيحول إسرائيل إلى دولة ضعيفة ومعزولة ومتخلفة.
  • وعلى الرغم من هذا كله، فعلى الطيارين في جيش الاحتياط، الذين أعلنوا أنهم سيتوقفون عن حضور التدريبات، ضبط أنفسهم. منذ الآن، يمكن التوقع أن الاحتجاجات ستغدو أقوى، في حال تم تمرير القوانين بالقراءتين الثانية والثالثة. من هنا، من المهم جداً الحديث والتفسير، وهذا ما قام به رئيس هيئة الأركان العامة ووزير الدفاع بشكل فعال، لدى تعامُلهما مع جنود الاحتياط لوقف استمرار التفكك. يجب أيضاً منع السبب الكامن وراء هذه الظواهر، والخطة التي تتعارض مع رؤية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، كما تتعارض مع رؤية مؤسّسيها ومَن أقامها، ومَن قادها، ومواطنيها. هذه صرخة أخيرة قبل الفوضى.
  •