نتنياهو، المعركة حُسمت. إذهب إلى التسوية.
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • يسمونهم فوضويين، يدّعون أنهم يحصلون على تمويل خارجي، وأن إيران هي مَن تقف خلفهم. وهناك ولد واحد اسمه نتنياهو، يقول عنهم... إرهابيين.
  • عملياً، المتظاهرون هنا ليبقوا. صحيح، يوجد في أوساطهم عدد لا بأس به من الانتهازيين - سياسيون يحاولون ركوب الموجة، بعض نشطاء حركة "إذهب" و"جرائم وزير" الذين انضموا إلى الاحتجاج، وبينهم أيضاً معارضو الاحتلال، لأن الأمور مرتبطة، ورأيت بأم العين بعض المتظاهرين ضد "الرأسمالية الجشعة". ما العلاقة بين هذا كله؟ نتنياهو هو المتهم أيضاً بانهيار حزب "العمل"، بحسب ميراف ميخائيلي. هي إحدى الذين يعرفون كل شيء، وتمثل الجانب المتنور، أو المتنورة، في المجتمع.
  • الاحتجاجات الجماعية ضد الانقلاب القضائي تتوسع بسرعة - من حيث حجمها وانتشارها الجغرافي وتصعيدها. الحديث يدور عن إغلاق محاور رئيسية ومواجهات مع أفراد الشرطة ومطالبات بعدم الحضور إلى تدريبات الاحتياط. وفي المقابل، حاول داعمو التغييرات القضائية في البداية التقليل من حجم التظاهرات: مرة حين قالوا إن الأعداد مبالَغ فيها، ومرة عندما قالوا إن الحديث يدور عن بعض المحبطين الذين لم يتصالحوا مع نتائج الانتخابات، ومرة أُخرى اتهموا الإعلام بتضخيم القصة (هذا صحيح أحياناً - كيف يمكن تبرير تغطية أمور لم تحدث بعد؟ تظاهرة ستُقام مستقبلاً، في كركور مثلاً. أين ستُقام التظاهرة، وعلى أي طرقات سيسير المتظاهرون؟ وأين ستكون نقطة الالتقاء. شكراً لهم، وفّروا علينا معرفة مكان كشك توزيع الساندويتشات).
  • الواقع يثبت أنه كلما تقدم المسار التشريعي، كلما توسعت الاحتجاجات. الحديث يدور عن حالة غير مسبوقة. في السبعينيات، نهض "الفهود السود" الذين احتجوا على التمييز، لكن الاحتجاجات كانت محدودة. غولدا مئير، بدورها، اعتبرتهم "غير مؤدبين"، وبمرور الوقت، اندمجوا في السياسة، وأيضاً تراجعت التظاهرات واختفوا. هذا ما جرى أيضاً مع ستاف شابير وإيتسيك شمولي حين تظاهرا ضد غلاء المعيشة، احتجاجات "الكوتج" [الاحتجاج ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية] أيضاً انهارت بعد تشكيل لجنة معينة. أما احتجاجات الخيام في روتشيلد، نسخة2022؟ فتفككت بعد أسبوع من لحظة عرض خيمة بديلة في موقع آخر.
  • احتجاجات اليوم لن تتراجع، ولن تختفي. حتى لو صادق الكنيست على القوانين في القراءة الثانية والثالثة - اليوم التالي لن يكون كما كان قبلها. يوجد هنا جمهور واسع جداً لا يوافق على التغييرات، ولن يتصالح معها. الاقتصاد سيبدو مختلفاً، وسيكون من الصعب على يهود الشتات التعايش مع التغييرات، والعالم أيضاً.

يجب التدخّل - وسريعاً

  • على هذه الوتيرة، نتنياهو سيخسر المعركة. الوضع يحتاج إلى حل، ولم يعد مهماً مَن على حق. هذه ساعة الامتحان الخاصة به، ومن الممكن أن تكون "فرصته الأخيرة".
  • أضاع نتنياهو إحدى الفرص في خطاب "حوارة" الأسبوع الماضي. وذلك بعد أن قام بمقارنة لا داعي لها، وغير دقيقة الوقائع عندما حدثنا مثلاً عما قام به خلال "فك الارتباط" [خطة الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة في سنة 2005]، ذكّرني هذا بسلوكه قبل عدة أسابيع من "فك الارتباط"، عندما تردد كيف سيصوت على خطة "خريطة الطريق". حينها، اتفقنا على أن الوزير نتنياهو سيمتنع من التصويت في الحكومة، وهو بذلك لا يضرّ بالخطوة التي يدفع بها رئيس الحكومة آنذاك، أريئيل شارون. بعد جلسة الحكومة، خرج نتنياهو وهو مستاء، وقال لي: امتنعت، ولم يكن عليّ القيام بذلك. مَن يريد أن يغدو قائداً، يجب عليه عدم الامتناع." جملة قوية. 20 عاماً مرّت ونتنياهو عالق في محاكم أُخرى. محاكم يعيش بسببها "تضارُب مصالح"، ولذلك، مرة أُخرى... يمتنع نتنياهو من أي تدخّل في حل الأزمة التشريعية والقانونية.
  • هناك مَن سيقول: نتنياهو لا يتدخل لأنه يؤمن فعلاً بالتغييرات. أنا لا أصدق ذلك. مواقف نتنياهو كانت مرنة في قضايا كثيرة: استقلالية المحكمة العليا، خطاب "بار إيلان". هل تذكرون؟ البعض سيقول: قام بذلك ليهرب من الملفات الجنائية. كونوا أكثر واقعية. هل سيتم غداً تبديل القضاة في المحكمة العليا بـ"محكومين"؟ هل ترون ماندلبليت، الذي عيّنه نتنياهو، محكوماً؟ هناك مَن سيقول إن تراجع نتنياهو فإن ليفين سيستقيل. آه، لا أعتقد أن أحداً من منافسيه في الكتلة سيذرف دمعة عليه. الحزب أصلاً في حالة صدمة. هناك مَن سيدّعي أن نتنياهو أسير لدى زوجته وابنه، ومع ادّعاء كهذا لا أستطيع التعامل. سأترك هذا للطبيب النفسي، وذلك ببساطة لأنه: لا يهمني مَن على حق، هذا الوقت يجب أن يكون فيه المرء حكيماً.
  • على نتنياهو أن يعلن اليوم: "سأكون في بيت الرئيس، وأتحدث مع لبيد وغانتس وأيّ لاعب آخر، وهيا بنا - إلى الحل. لا أخاف من تهديدات المستشارة القضائية للحكومة بشأن تضارُب المصالح، وإن أرادت أن تقوم بخطوة، فلتتفضل. من الصعب عليّ أن أتخيل الرئيس يغلق الباب في وجهه، والمعارضة تهرب من يده الممدودة، أو تدينه المحكمة لأنه تجرأ وتدخّل. نتنياهو، قم بالمخاطرة. هذا يسمى "قيادة". وعندما تكون حكيماً، ستكون على حق أيضاً.