يجب وقف التدهور
تاريخ المقال
المصدر
- الإصلاحات القضائية التي يطرحها وزير العدل تمزق المجتمع الإسرائيلي بصورة خطِرة. عايشنا سابقاً صراعات صعبة: "اتفاقيات أوسلو" في التسعينيات من القرن العشرين، و"فك الارتباط" عن غزة في الألفية الثانية، هما أبرز مثالين مؤخراً، لكن الأزمة الحالية يمكن أن تكون أخطر بكثير: في الحالات السابقة، كان النقاش بشأن حدود الدولة. في هذه الحالة، وفي نظر جزء من المجتمع، فإن الحديث يدور عن هوية ومستقبل الدولة برمتها.
- وعلى عكس الحالات السابقة، إذ كان التهديد من طرف واحد في الخريطة السياسية، فإن التهديد هذه المرة حقيقي ومحسوس من الطرفين: من اليمين، تقدّر أجهزة الأمن تهديد المستشارة القضائية للحكومة على أعلى مستوى؛ أما من اليسار، فبالإضافة إلى التصريحات المتطرفة التي سُمعت (والحمدلله تم إنكارها جزئياً)، هناك تصريحات خولدائي-رئيس بلدية تل أبيب- أمام عشرات آلاف المتظاهرين، عن الانتقال من الأقوال إلى الأفعال... إسرائيل تنزلق على ألواح من الثلج الرقيق، والشقوق فيها واضحة.
- الطريقة الوحيدة والفورية، هي وقف التدهور بسرعة والانضمام إلى الدعوة إلى الحوار-الآن. كل إنسان واعٍ يعرف أن ما يجري في لجنة التشريع والقانون ليست حوارات حقيقية، إنما ركض في اتجاه هدف محدد مسبقاً. أغلبية الإسرائيليين غير راضين عن هذا. وحتى في أوساط ناخبي معسكر اليمين، إذ يعتقد ثلثهم تقريباً (31%) أن الحكومة لا تملك الشرعية لإجراء تغييرات دستورية عميقة، من دون اتفاق واسع. على قياداتنا السيطرة على نفسها، والسماح بمسار حوار جدي، يكون مدعوماً من خبراء القانون الذين لديهم آراء مختلفة، بهدف الوصول إلى إصلاحات حقيقية، يتم الوصول إليها بالتوافق الواسع.
- التنازلات ضرورية. كنت هناك في سنة 1995، حين قام طالب من الكلية التي كنت أترأسها بقتل رئيس حكومة. غيّرت حياتي بعد عملية القتل وكرّستها لمعالجة أسئلة عميقة يطرحها لقاء المجموعات ذات الهويات المختلفة، والتي تركّب معاً المجتمع الإسرائيلي. بعد أن قرّر الكنيست في سنة 2005 "فك الارتباط" عن غزة، وإجلاء سكان مستوطنات "غوش قطيف"، وملح الأرض عن بيوتهم، تم تعييني عضواً في لجنة التحقيق المؤسساتية التي فحصت تعامُل الدولة مع المستوطنين. ليتبين أن هؤلاء الذين وقفوا "باحترام" في امتحان المؤسساتية ولم يستعملوا العنف، فشلت الدولة في التعامل معهم.
- الآن، أشعر بوضوح بأن غيمة سوداء، أكثر سواداً مما كان قبلها فوق سمائنا. الإسرائيليون يعرفون عمق الأزمة: 60% يعتقدون أن هناك خطورة انزلاق من التظاهرات إلى العنف. والأسوأ من هذا: 35%-ثلث الإسرائيليين-يعتقدون أن التخوف من حرب أهلية هو تخوف حقيقي، وليس مزيفاً. هذه أرقام لم نسمعها سابقاً أبداً. الشارع محتقن ومشبع بالكثير من الوقود، ويمكنه أن يشتعل ويشعل الدولة بكاملها.
- على كلٍّ منا-من المعسكريْن-المطالبة بالحوار. من طرفنا، في معهد سياسات الشعب اليهودي، سنقوم برفع عريضة لرئيس الدولة ورئيس الحكومة وزعيم المعارضة، لحثّهم على التحرك قبل الانجراف إلى حرب أهلية. وقّعوا العريضة الآن.