سلاح الجو الإسرائيلي يقصف أهدافاً في القطاع رداً على إطلاق صواريخ من غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

شنّ سلاح الجو الإسرائيلي هذه الليلة (الخميس) هجوماً على أهداف تابعة لـ"حماس" في قطاع غزة، رداً على صواريخ أُطلقت من هناك على إسرائيل واعترضتها منظومة القبة الحديدية. وذكر الناطق بلسان الجيش أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت موقعاً لإنتاج وسائل قتالية، وآخر لإنتاج وتخزين مواد كيميائية تابعة للمنظومة الصاروخية لـ"حماس" في وسط القطاع. وبحسب مصادر فلسطينية، ردّ مسلحون في القطاع على القصف باستخدام الدفاعات الجوية. وسُمعت صفارات الإنذار في سيديروت وأيفيم ونيرعام وباري، كما أُطلقت صفارات الإنذار في قرية غزة. وخلال الليل، حذّر قائد الجبهة الداخلية من تسلُّل "مخربين" إلى مستوطنة بسغوت، وبعد مرور 3 ساعات ونصف الساعة، أعلن أن باستطاعة السكان العودة إلى حياتهم الطبيعية.

في تقدير المؤسسة الأمنية، أن سبب إطلاق الصواريخ في الأمس هو التوترات التي نشأت وسط الأسرى الأمنيين في الأيام الأخيرة في السجون منذ نهاية الأسبوع، جرّاء إرسال عشرات الأسرى الأمنيين في عدد من السجون، بينها سجن كتسيعوت وعوفر، إلى السجن الانفرادي، بسبب احتفالهم بالهجوم في حي النبي يعقوب في القدس، والذي أدى إلى مقتل 7 أشخاص. بعدها بدأ أسرى "حماس" إضراباً عن الطعام.

في تقدير مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية، أنه بالإضافة إلى مهاجمة أهداف لها علاقة بالتنظيمات "الإرهابية" في غزة، جزء من وزراء الحكومة سيطالبون بخطوات أُخرى، مثل تقليص المساحة المسموح بالصيد فيها في البحر، وخفض عدد العمال الذي يعملون في إسرائيل، ووضع قيود على دخول البضائع إلى غزة. وفي تقدير هذه المصادر، أن مصدر إطلاق الصواريخ تنظيمات مارقة في غزة، لذا، من الأفضل الرد بصورة مدروسة وعدم جرّ المنطقة إلى التصعيد.

ورأت مصادر في المؤسسة الأمنية أمس أن القرارات التي اتُّخذت بحق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين كانت متسرعة، ولم تُتخذ بالتشاور مع الأطراف ذات الصلة. وفي رأيهم، أن مسألة الأسرى هي موضع إجماع وسط السكان الفلسطينيين. وفي تقدير جهات استخباراتية إسرائيلية، أن استمرار هذا السلوك حيال الأسرى الأمنيين يمكن أن يؤدي إلى نشوب العنف. وقال مصدر أمني كبير لـ"هآرتس" إن أي سلوك غير مسؤول إزاء هذا الموضوع يمكن أن يجرّ إسرائيل إلى جولة قتال جديدة في القطاع.

وكانت إدارة السجون وضعت ياسمين شعبان في السجن الانفرادي، وهي من قائدات الأسيرات في سجن دامون، وتنتمي إلى الجهاد الإسلامي، وذلك بعد محاولتها إشعال النار في الزنزانة، بحسب الحراس. في إثر ذلك، أعلنت الأسيرات احتجاجهن ورفضن الخروج من الزنزانات. وانتشرت شائعات في سجون أُخرى أن ياسمين تعرضت للضرب على يد السجّانين، وهو ما أدى إلى تهديد الأسرى بمهاجمة حراس السجن.

وكان المكتب الاعلامي للأسرى الفلسطينيين نشر في الأمس تسجيلاً من سجن دامون سُمع فيه صوت إحدى الأسيرات وهي تدعو الجمهور الفلسطيني والأسرى في سائر السجون إلى دعمهن.

في نادي الأسير الفلسطيني قالوا إن التوترات بدأت عندما عثر الحرس في إحدى الزنزانات على شفرة حلاقة مكتوب عليها "النصر أو الموت شهيداً". بعد هذه الحادثة، جرت عمليات تفتيش إضافية، ونُقل عدد من الأسيرات إلى السجن الانفرادي. كما قررت مصلحة السجون فرض عدد من العقوبات، مثل منع استخدام الهاتف العمومي في السجن، ومنع زيارات عائلات الأسيرات.

في هذه الأثناء، دعت الاستخبارات المصرية كبار المسؤولين في الجهاد الإسلامي إلى اجتماع يُعقد في القاهرة، وطلبت من المسؤولين في الجهاد الامتناع من التصعيد والبحث في تهدئة التوترات مع إسرائيل.  وأعلن الناطق بلسان الجهاد الإسلامي أن وفداً من الحركة سيصل إلى القاهرة اليوم، حيث سيلتقي أطرافاً سياسية ويبحث معهم في التطورات على الساحة الفلسطينية.

وتجدر الإشارة إلى أنه جرى في الأسبوع الماضي إطلاق صاروخ من غزة في اتجاه إسرائيل. واعترضت القبة الحديدية ثلاثة صواريخ، وسقط ثلاثة آخرون في أراضٍ مفتوحة، كما أُطلق عدد من القذائف التي سقطت في داخل القطاع. وأعلن الجهاد الإسلامي مسؤوليته عن ذلك، وردّ الجيش الإسرائيلي بمهاجمة القطاع مرتين.