من جنين إلى إيران: معركة على خمس جبهات
تاريخ المقال
المصدر
- خمسة أيام فقط - من يوم الخميس صباحاً وحتى يوم الأمس- تقدم رؤية واسعة لتحديات أمنية غير مسبوقة تواجهها إسرائيل في خمس جبهات مختلفة: إيران، سورية، الضفة الغربية، غزة، والقدس. كلها حساسة وتفرض معالجة خاصة في استخدام القوة والاستخبارات - من أجل تنفيذ المهمات المعقدة.
- من المغري، بالطبع، البدء بالحديث عن الهجوم في إيران المنسوب إلى الموساد على منشأة في مدينة أصفهان، والتي تُستخدم للأبحاث والتطوير وإنتاج صواريخ وطائرات انتحارية. لكن الحدث الأهم بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي هو المناورة المشتركة مع الأميركيين "سنديان البازيلت" التي انتهت يوم الخميس. والمقصود أكبر مناورة قام بها الجيشان معاً، وشارك فيها 6500 ضابط وجندي.
- شهدت المناورة محاكاة هجوم على منشأة نووية في إيران. وتدرب سلاحا الجو على سيناريوهات مختلفة، بمشاركة طائرات حربية وطائرات شحن للتزود بالوقود في الجو، وطوافات إنقاذ، ومسيّرات، وطائرات تجسُّس، وقاذفات أميركية ضخمة من نوع B52 ألقت ذخيرة حية في جنوب البلد.
- في هذه المناورة، ظهر جزء من القدرات الأكثر تطوراً للجيشين. فقد حسّنت إسرائيل، بصورة كبيرة، قدراتها لمهاجمة منشآت نووية في إيران. إذا شارك الأميركيون في الهجوم في يوم المعركة، فيمكن التقدير أن القوات الجوية ستنجح في المهمة. ضابط كبير أدار المناورة في الجانب الإسرائيلي، قال إنه جرى تطوير الاستعدادات لعملية محتملة في إيران بصورة كبيرة. هذه التطورات مهمة لأن الإيرانيين أصبحوا قريبين كثيراً من القنبلة - ويجب أن تكون الخطط في مواجهتهم موثوقاً بها. في مقابل المناورة، زار البلد في الأيام الأخيرة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ورئيس السي آي إي وليام بيرنز، وفي الأمس، وصل إلى هنا وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، الذي صرّح: "اتفقنا على منع إيران من الحصول على سلاح نووي."
- في الشأن الإيراني العسكري والتمركز في الإقليم، فقد أظهرت إسرائيل قدرات عالية وحققت إنجازات، بحسب تقارير أجنبية. وتواصل القيام بضربات في داخل إيران وخارجها، على سبيل المثال، في سورية وفي مناطق بعيدة جداً. الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في أصفهان يشكل ارتفاعاً في درجة استخدام المسيّرات...
- في مقابل الحرب المفتوحة ضد إيران، برزت العملية الناجحة لقيادة الأركان العامة للجيش، بمشاركة الشاباك، ضد خلايا "مخربين" في مخيم اللاجئين في جنين. واعترضت القبة الحديدية صواريخ من غزة، والجيش الإسرائيلي كبّد "حماس" ثمناً باهظاً بمهاجمته منشآت إنتاج للصواريخ.
- في الساحة الخامسة، القدس، واجه الجيش مع الشرطة والشاباك هجومين قاسيين، قُتل في أحدهما 7 أشخاص. هذا التحدي الأمني ليس بأهمية الهجمات في أماكن بعيدة قام بها سلاح الجو والموساد. لكنه أكثر تعقيداً بسبب صعوبة كشف وتحييد "مخربين" أفراد لا ينتمون إلى أي تنظيمات، والذين يجري تحريضهم من خلال المواد التي تضخها شبكات التواصل الاجتماعي - فيخرجون لقتل اليهود.
- شهر كانون الثاني/يناير كان قاسياً بالنسبة إلى الفلسطينيين. فقد بلغ عدد القتلى 35 قتيلاً. الرغبة في الانتقام، بالإضافة إلى توفُّر السلاح في الشوارع، يمكنهما أن يؤديا إلى هجمات إضافية وموجة "إرهاب"، مواجهتها لا تقل صعوبة عن مواجهة التحدي الإيراني.