تقرير: "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" لسنة 2022: استمرار التراجع في ثقة السكان اليهود بمؤسسات الدولة والتوتر بين السكان اليهود والعرب ما زال أقوى وأبرز توتر في صفوف المجتمع الإسرائيلي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أظهر استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" لسنة 2022 الذي نشره "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" أمس (الأحد)، أن هناك تراجعاً كبيراً ومستمراً في ثقة السكان اليهود بمؤسسات الدولة بما في ذلك المحكمة العليا والحكومة والشرطة والكنيست والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام، باستثناء مؤسسة الجيش التي ارتفعت نسبة الثقة بها من 78% إلى 85%، ورئاسة الدولة الإسرائيلية التي ارتفعت نسبة الثقة بها من 55% إلى 62%.

وأظهر المؤشر تعزز العلاقة بين الانتماء السياسي للفرد في إسرائيل وموقفه من القضايا المتعددة بما يشمل الحقوق والعلاقة بين سلطات الحكم والانقسام السياسي والثقة بمؤسسات الدولة والتوترات الاجتماعية، وخصوصاً بين السكان اليهود والعرب في إسرائيل، إذ كشف الاستطلاع عن وجود فوارق واضحة ومنهجية بين المواقف التي عبر عنها من يُعرّف نفسه بأنه ينتمي إلى اليسار أو إلى الوسط أو إلى اليمين.

كما بيّن المؤشر أنه بعكس ما جرت عليه العادة في السابق، فإن تحديد ما إذا كان الشخص في أوساط السكان اليهود ينتمي إلى اليمين أو اليسار أو الوسط لم يعد يتعلق بالموقف من قضية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني فحسب، بل بات يشمل جميع المجالات السياسية والاجتماعية، الداخلية والخارجية.

كما خلص المؤشر إلى وجود علاقة وثيقة آخذة في التصاعد بين الهوية الدينية (علماني، وحريدي، وقومي ديني) وبين التموضع السياسي لدى الفرد في المجتمع اليهودي، وكلما ازداد تديّن الفرد انزاح بحدة نحو اليمين، وخصوصاً في أوساط اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] وتيار الصهيونية الدينية، بينما انقسم العلمانيون اليهود تقريباً بالتساوي بين اليمين واليسار والوسط.

وسجلت ثقة الجمهور الإسرائيلي عموماً بمؤسسات الدولة أدنى مستوى لها منذ سنة 2012، إذ عبّر 33% فقط من المستطلعة آراؤهم عن ثقتهم بمؤسسات الدولة. وقال 61% منهم إن إسرائيل بحاجة إلى زعيم قوي لا يأخذ بعين الاعتبار مواقف الكنيست ووسائل الإعلام والرأي العام من أجل معالجة المشاكل الخاصة للدولة. وأبدى 55.6% منهم تأييدهم بأن تكون للمحكمة العليا سلطة لإلغاء قوانين الكنيست إذا تبين أنها تتعارض مع مبادئ الديمقراطية.

وفي الجواب عن سؤال ما إذا كان النظام في إسرائيل ديمقراطياً بالنسبة إلى المواطنين العرب كذلك، قال 69% من اليهود إن النظام في إسرائيل ديمقراطي حتى بالنسبة إلى المواطنين العرب، في المقابل قال 31% فقط من المواطنين العرب إن النظام في إسرائيل ديمقراطي بالنسبة إليهم أيضاً.

وأظهر المؤشر ارتفاعاً حاداً في نسبة السكان اليهود الذين يعتقدون أن طبيعة العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل سيئة أو سيئة للغاية (من 27% سنة 2018 إلى 60% سنة 2022). ووفقاً للمؤشر، يرى 4% من اليهود فقط أن العلاقة بين اليهود والعرب جيدة، في المقابل يرى 45% من العرب أن العلاقة بين العرب واليهود سيئة أو سيئة للغاية، في حين يرى 17% من العرب أن العلاقة مع اليهود جيدة.

كما سجل المؤشر ارتفاعاً واضحاً في نسبة اليهود الذين يعتقدون أن اليهود يجب أن يحظوا بحقوق أكثر من غير اليهود في إسرائيل، والتي وصلت إلى 49% بينما بلغ متوسطها 36.6% في الفترة بين سنتي 2003 و2022.

وأشار المؤشر إلى أنه منذ صيف 2021 عاد التوتر بين السكان اليهود والعرب ليصبح أقوى وأبرز توتر في صفوف المجتمع الإسرائيلي، علماً بأن التوتر الأبرز والأقوى بين 2018 و2020 كان بين اليمين واليسار.