مقابلة مع أفيف كوخافي: يجب تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران والاستمرار في بناء خيار عسكري ضدها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

[أجرت صحيفة "هآرتس" مقابلة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي بمناسبة انتهاء ولايته، تناول خلالها عدداً من الموضوعات، اخترنا منها استعدادات الجيش الإسرائيلي لإمكانية وقوع مواجهة عسكرية مع إيران]

  • قبل عام ونصف العام، وفي ظل ضغوط غير بسيطة من طرف الحكومة السابقة، عاد الجيش وسرّع تحضيراته لاحتمال مواجهة عسكرية مع إيران، يمكنها أن تتضمن هجوماً إسرائيلياً على المنشآت النووية. وفي الخلفية، نشب خلاف بين رؤساء الحكومة، نفتالي بينت ومَن سبقه، ونتنياهو. بينت اتهم نتنياهو بأنه لم يجهّز لاحتمال شن هجوم عسكري على إيران، في الوقت الذي استثمر كل جهده بالضغوط التي فرضها صديقه، رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب، على النظام في طهران. والنهاية معروفة: الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي، وإيران بدأت بخرق الاتفاق بعد عامين، ولم تنجح العقوبات الأميركية الاقتصادية في الدفع بالنظام إلى الانهيار، ولم تقنعه أيضاً بالتنازل وتوقيع اتفاق جديد يقدم فيه تنازلات أكثر، كما أمِل نتنياهو.
  • كوخافي امتنع من الإجابة بشكل مباشر عن الموضوع. وقال إنه "منذ بداية الخطة المتعددة الأعوام، سرّعنا التحضيرات للهجوم في الحلقة الثالثة (بما معناه - الجهوزية للهجوم على إيران). لم تبدأ هذه التحضيرات من الصفر، لكنها لم تبدأ أيضاً من نقطة عالية، يجب قول الحقيقة. اليوم، توجد زيادة ملحوظة وكبيرة جداً في حجم الأهداف في إيران أيضاً. في نصف العام الأخير قمنا بتدريبين كبيرين، وقريباً سنقوم بتدريب ثالث."
  • وأضاف: "الوضع السياسي وخمس جولات انتخابية خلقوا واقعاً لم نحصل فيه على جميع الميزانيات في الوقت المناسب. هل كان من الممكن على مدار السنوات أن نرفع جهوزيتنا؟ الجواب هو نعم. المهم أننا لم نتأخر عن أي موعد، ومستوى الجهوزية عالٍ. أنا مؤمن بأنه عندما تقرر حكومة إسرائيل التحرك، فإني اعتقد أن هذه القدرات ستكون جاهزة. عندما تحين اللحظة ويبحثون في تفعيل هذه القدرات، سيكون هناك الكثير من الحسابات. أحد هذه الحسابات سيكون عدم قدرة الإيرانيين على تسريع أو تجديد برنامجهم النووي مرة أُخرى، لكن سيكون هناك حساب آخر - هل نحن مستعدون للعمل المرة تلو الأُخرى."
  • وتابع كوخافي: "على افتراض أن ما سنقوم به سيؤدي إلى ضرر كبير - من الممكن أن يتوقفوا، كما جرى في مناطق أُخرى. لكن من الممكن أيضاً أن يكون الوضع مختلفاً، حيث يعيدون بناء البرنامج ويسرّعونه. السؤال المهم سيكون: هل نريد أن نخوض عملية أخرى؟ إن كان هناك هجوم، عليهم أن يسألوا أنفسهم عن الثمن الذي سيدفعونه."
  • يعتقد كوخافي أن على إسرائيل العمل على تعزيز العقوبات الاقتصادية ضد إيران. بصورة مختلفة عن تصريحاته قبل عامين - فهو نفسه يدّعي أنه لم يغيّر مواقفه منذ ذلك الوقت- قائد هيئة الأركان المنتهية ولايته، لا يرفض كلياً اتفاقاً نووياً جديداً. ويقول إن "الاستراتيجيا الأصح الآن هي تشديد العقوبات أكثر، وبناء إمكانية عسكرية غير محصورة بإسرائيل - ومن الممكن أن يدفع كمّ الضغوط هذا إلى وضع شبيه بما حدث في سنة 2003، عندما قرر الإيرانيون وقف البعد العسكري للبرنامج النووي. أساساً، سيكون من الجيد، إذا كان هذا ممكناً، الوصول إلى اتفاق جديد جيد جداً - ليس فقط منطقياً وليس جيداً، إنما جيداً جداً- يصحح جزءاً من الإشكاليات التي وردت في الاتفاق السابق. أنا قلت (سابقاً) إن اتفاقاً مشابهاً، أو اتفاقاً مع تحسينات قليلة، هو ليس اتفاقاً جيداً. لذلك، أقول الآن: ما نريده ليس اتفاقاً منطقياً، ولا اتفاقاً جيداً، بل اتفاق جيد جداً."
  • اتفاق كهذا، بحسبه، ممنوع أن يتضمن "فقرة غروب الشمس" التي تخفض الممنوعات على إيران بعد مرور عدة سنوات. وعليه أيضاً أن يتضمن قيوداً على النشاط الباليستي الإيراني. وبحسب كوخافي فإن النظام الإيراني يمر في المرحلة الأصعب في تاريخه، اقتصادياً واجتماعياً. وعلى الرغم من ذلك، فإنه غير مستعد للتنبؤ ما إذا كان النظام سينهار في الأعوام القريبة، بسبب الضغوط عليه، وعلى رأسها "احتجاجات الحجاب".
  • يواصل كوخافي ثناءه على "المعركة بين الحروب"، التي بدأت قبل عشرة أعوام، خلال ولاية بني غانتس، كرئيس لهيئة الأركان، واستمرت طوال ولاية غادي أيزنكوت، وصولاً إلى ولايته. مع الوقت، توسعت وتم توجيهها إلى أهداف أُخرى. ما بدأ كجهد إسرائيلي ضد تهريب السلاح من إيران إلى "حزب الله" في لبنان، عبر سورية، توسّع إلى دول أُخرى، وهو يعالج اليوم أيضاً منع إقامة قواعد عسكرية إيرانية وتخزين أسلحة في سورية. وفي هذا السياق، يعبّر رئيس هيئة الأركان السابق عن تفاؤله، وبحسبه، فإن "أذرع إيران لا تقوم بما تريده إيران لا في سورية، ولا في اليمن، ولا في أماكن أُخرى."