ليفين يتحدى بن غوريون وعينه على أردوغان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • سمعت بوجود ياريف ليفين للمرة الأولى من رئيس نقابة المحامين السابق شلومو كوهين. كوهين، قانوني ليبرالي ومتنور، دخل في الكثير من الخلافات مع زملائه في النقابة، وصف ليفين بأنه يميني متطرف من "مكتب تل أبيب". وادّعى أن ليفين يحمل في حقيبته خطاباً واحداً فقط، يكرره دائماً: "تغيير كامل للنظام القضائي في الدولة".
  • خلال هذا الوقت، دخل ليفين معترك السياسة وتقدّم فيها بشكل ملحوظ. وطوال سنوات وجوده فيها، لم يقُل أيّ شيء له معنى مهم، سياسياً أو اجتماعياً، باستثناء الضغط الذي مارسه على رئيس الكنيست السابق يولي إدلشتاين، لرفض قرار المحكمة العليا بشأن رفض الأخير طرح اقتراح تقدم به 61 عضو كنيست طالبوا بإجراء الانتخابات لاستبداله في رئاسة الكنيست.
  • لم يَرمِ خطابه الوحيد، بل أضاف إليه أموراً جديدة، كالخضوع للإرادة الجماعية لـ"نشطاء الليكود"، وإزالة كل القيود التي يمكن أن تفرضها السلطة القضائية - وضمنها المستشارون القضائيون للحكومة - والوقوف في طريقهم.
  • أهارون باراك ليس مجرد قاضٍ، إنه القاضي، مع "أل التعريف". يغآل أرنون المتوفي، أحد أفضل المحامين في الدولة، قال مرة إن "باراك أفضل قانوني عرفه الشعب اليهودي" - وهو يعرف ماذا يقول. بصورة عامة، باراك لا يبدو كمن يخاف من المعارك، لكن تصريحاته المتعلقة بليفين كانت حادة جداً خلال المقابلات التي أجراها في نهاية الأسبوع. وقال بالأساس إن "الإصلاحات التي يطرحها ليفين هي قلادة مصنوعة من حبات من السم"، و"إن تم تطبيقها كاملة فستكون بدايةً خراب الهيكل الثالث."
  • الإعلام اختار مواجهة ليفين بأقوال باراك. في مجال الرياضة، من الصعب المواجهة بين مصارعين من أوزان متفاوتة، لكن في الإعلام هذا ممكن. كرر ليفين خطابه الوحيد المعروف وأضاف - عن حق - "أنا أكرر هذا منذ 20 عاماً". المشكلة هذه المرة أنه يوجد ائتلاف يقف خلفه ويمكّنه من تحقيق مواقفه ووضع "ديمقراطيتنا" في الخانة نفسها مع أنظمة كهنغاريا وبولندا، وربما تركيا أيضاً.
  • يدّعي ليفين أن الإصلاحات تعكس إرادة الشعب. أيُّ شعب يدعم هذه التغييرات بالضبط؟ الحريديم، الذين كان سيُفرحهم إلغاء المحاكم الكافرة كلها؟ المتدينون القوميون التابعون لسموتريتش، الذين يريدون توجيه القضاء بحسب الشريعة، وأن يعكس رؤيتهم الخلاصية؟
  • هؤلاء هم أعداء سلطة القانون وداعمو حكم الحاخامين. الحديث يدور عن 50% من ائتلاف نتنياهو. واستناداً إليهم، يريد كلٌّ من نتنياهو وليفين تحقيق طموحه بالانقلاب على الحكم؟ فهما يستندان إلى فئات هامشية في المشروع الصهيوني، ويريدان قيادة دولة "متنورة" على الصعيد السياسي والاقتصادي لتتحول إلى مسخ عقلي واجتماعي واقتصادي؟
  • الانقلاب الأول في دولة إسرائيل كان مجرد قيامها. القرار كان قرار بن غوريون ورفاقه، على عكس ما اعتقد كثيرون في البلد والعالم. وبذلك، تم تغيير مصير الشعب اليهودي و"الأقليات" التي تعيش معه.
  • منذ ذلك الوقت، حدث الكثير من التغييرات. الاحتلال بعد حرب 1967؛ حرب الغفران؛ انقلاب بيغن في سنة 1977؛ مسار أوسلو؛ اغتيال رابين؛ "فك الارتباط" الخاص بشارون. كلها أحداث مهمة جداً، لكنها لم تصل إلى حدّ الانقلاب السياسي والقيَمي.
  • الإصلاح القضائي الذي ينوي ليفين القيام به هو الانقلاب الثاني للنظام. الأول حقق لإسرائيل الازدهار الديمقراطي، والثاني يتحدى بن غوريون، ويضع أردوغان نصب عينيه.