من المنتظر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إسرائيل في نهاية هذا الشهر على خلفية مخاوف الإدارة الأميركية إزاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وسيجري خلال الزيارة التحضير لزيارة نتنياهو لواشنطن في الشهر المقبل، كما تهدف الزيارة إلى فهم توجهات الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ويتخوف الأميركيون من التطورات الأخيرة، وخصوصاً من زيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى الحرم القدسي التي اعتبروها استفزازاً لا ضرورة له، كما يتخوفون من تداعيات إصلاحات وزير العدل ياريف ليفين على الديمقراطية الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل في 19 الشهر الجاري مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي سيجري سلسلة محادثات مع نتنياهو ووزرائه ويحاول التنسيق معهم بشأن عدد من الموضوعات الحساسة المطروحة مثل إيران، والفلسطينيين، والحرب في أوكرانيا، والمنظمات الدولية، والمحاولات الفلسطينية لنقل النزاع إلى المحكمة الدولية في لاهاي.
وكان عدد من المسؤولين في إدارة بايدن قد أعربوا في حديث مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن غضبهم إزاء زيارة إيتمار بن غفير إلى الحرم القدسي واتهموه بأنه يسعى لإثارة "الفوضى". وتساءل بعضهم: "ما هو السبب لزيارة الحرم القدسي؟ هل من أجل الحصول على مزيد من المشاهدات على التيك توك؟ لديه مسؤولية كبيرة وهو اليوم وزير، ببساطة زيارته إلى الحرم أمر غير عقلاني. وهل هناك سبب لهذه الزيارة غير إثارة الانتباه. هناك الكثير من الموضوعات الساخنة لمعالجتها. ونحن نرغب في المحافظة على الهدوء. إنه لأمر مثير للغضب لو بدأت الصواريخ تتساقط هنا بسبب زيارة شخص إلى الحرم القدسي."
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل أسبوع من أداء الحكومة الإسرائيلية القسم وافق مجلس النواب الأميركي على الموازنة الأميركية للعام 2023 والتي خصصت فيها الولايات المتحدة مبلغ 3.3 مليارات دولار كمساعدة عسكرية لإسرائيل. كما سيخصص مبلغ 500 مليون دولار من أجل منظومة الدفاع الصاروخي التي تشمل القبة الحديدية، ومبلغ 72.5 مليون دولار للدفاع ضد المسيّرات والحوامات والأنفاق. وهذه السنة جرى دفع مساعدة إضافية جديدة تقدر بـ6 مليون دولار من أجل مشروع كبير في مجال الحماية السيبرانية.
وإلى جانب المساعدة الأمنية لإسرائيل تستثمر الولايات المتحدة 225 مليون دولار في مجال المساعدة الإنسانية والتطوير الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة. والمقصود زيادة قدرها 6 مليون دولار مقارنة بالسنة الماضية، وزيادة 40 مليون على الميزانية الأساسية للرئيس بايدن نفسه. وسيخصص مبلغ الـ50 مليون دولار للسنة الثالثة من أجل الدفع قدماً باتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي بواسطة الصندوق المنشأ على اسم عضو الكونغرس السابقة نيتا لوي، بالإضافة إلى ذلك ستواصل الولايات المتحدة سياستها الرسمية التي تدين دفع السلطة الفلسطينية أموالاً إلى عائلات الأسرى.