علاقات روسيا - إسرائيل إلى أين؟
تاريخ المقال
المصدر
- في الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الجديد لدى استلامه منصبه، لمّح إيلي كوهين إلى أن إسرائيل ستغير سياستها حيال روسيا. وصرّح كوهين بأنه ينوي التحدث مع وزير الخارجية الروسية لافروف - الأمر الذي لم يفعله أبداً مَن سبقه في هذا المنصب، يائير لبيد.
- بالنسبة إلى لبيد، يجب على إسرائيل الالتزام بخط معين ودعم طرف محدد- هو الطرف الأوكراني. لو كنا نعيش في عالم أخلاقي مثالي، فإن هذا يمكن أن يكون رائعاً. لكن في النهاية، الروس غزوا الأراضي الأوكرانية، وهم لا يستنكفون عن استخدام السلاح والعنف القاتل حتى لو لم يقع أي اعتداء أوكراني على روسيا. إذا نقلنا النزاع الروسي الأوكراني إلى منطقتنا، فإن أوكرانيا هي إسرائيل والروس هم الفلسطينيون. لكن من حسن حظنا أن الفلسطينيين لا يملكون القدرات والأراضي والمعرفة الروسية.
- إلى جانب عدم الرغبة في التماهي مع دولة عدوانية تتصرف بصورة إجرامية، في إسرائيل لا يحبّون التقارب الروسي – الإيراني الذي لا يقتصر على بيانات التأييد، بل هو "تعاون دفاعي كامل"، كما عبّر عنه البيت الأبيض في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما قال إنه يوجد بين الدولتين تبادل للأسلحة والمعرفة العسكرية، معرفة وعتاد لا نرغب في حصول إيران عليه. في جميع الأحوال، ليس من المتوقع أن يثمر الحديث مع لافروف أي شيء جيد سوى من المنظور التقليدي الخالي من أي رؤية دبلوماسية.
- الرغبة في أن نكون مع "الجانب الصحيح من التاريخ" هي فكرة ساذجة، منقطعة عن المصلحة الإسرائيلية والمنطق الدبلوماسي. صحيح أن الغرب بحاجة إلى إثبات أن إسرائيل ليست راضية عن السلوك الروسي، لكن تحويل محادثة هاتفية إلى حدث مهم هو أمر مبالَغ فيه. لقد أعرب السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام عن معارضته لتصريح كوهين، لكن مَن يضمن لنا أن الأميركيين سيكونون إلى جانبنا إذا تحولنا، لا سمح الله، إلى أوكرانيا؟
- وفي الواقع، فإن الغرب الذي يقاطع روسيا والدول الأوروبية التي تعاني جرّاء ارتفاع الأسعار والبرد مع فقدان الغاز الروسي - هي نفسها الدول التي كانت في الأمس مستعدة لتوقيع اتفاق مع إيران، الدولة التي لا تُعرف بالدفاع عن حقوق الإنسان. مع كل احترامنا لليندزي غراهام، لا نستطيع الاعتماد على الجمهوريين لدى وصولهم إلى السلطة، أو أي سلطة أُخرى، بأنهم لن يتخلوا عنا كما تخلوا عن أفغانستان.
...
- ولا نتوقع أيضاً أن يكون بوتين ونتنياهو أصدقاء، فالدبلوماسية هي لعبة مصالح، وفي دولة مع زعيم مثل بوتين، لا قيمة كبيرة للصداقة. لكن من مصلحة إسرائيل أن تفتح خط تواصُل مع روسيا، وإذا كان لروسيا مصلحة في الماضي في العلاقة مع إسرائيل، فإن هذه المصلحة لا تزال موجودة. ويتعين على إسرائيل إحياء هذه الصلة ووضعها على نار هادئة، من دون التخلي عن زيلينسكي وعن أوكرانيا. وهذا ليس أمراً بسيطاً، لكنه ممكن، إذا كانت الحكومة الحالية قد وضعت هدفاً لها، تدمير البرنامج النووي الإيراني- فيجب ألاّ تغريها أي طهرانية أخلاقية خطرة. لا نريد أن نكون في وضع أوكرانيا.
- ليس واضحاً ما إذا كان لبيد قرر قطع العلاقات مع روسيا كي ينال استحسان الغرب، لكن ليس من المستبعد أنه قرر أن يقف مع طرف ضد آخر في العلاقة مع روسيا، فقط كي يُظهر أنه ليس نتنياهو.
- يتعين على الحكومة الجديدة أن تتخلى عن سياسة المقاطعة التي انتهجتها الحكومة السابقة وكتلة "التغيير"، والتي كانت نتاج نظرة مثالية وطفولية لا تضع مصلحة إسرائيل في رأس اهتماماتها. في نهاية الأمر، الحديث مع لافروف لن يقتلنا، بينما النووي الإيراني يمكنه ذلك.