تقرير: اقتحام بن غفير الحرم القدسي الشريف أثار موجة استنكار في شتى أنحاء العالم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير صباح أمس (الثلاثاء) إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] موجة استنكار في شتى أنحاء العالم.

وصدرت إدانات شديدة اللهجة لهذه الزيارة من طرف الأردن والسعودية والإمارات والمغرب والكويت وقطر.

كما أصدرت سفارات الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي في إسرائيل بيانات تنتقد الزيارة.

ودانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان صادر عنها اقتحام باحة المسجد الأقصى، واعتبرته خطوة استفزازية تنذر بمزيد من التصعيد.

ونقل البيان عن الناطق الرسمي بلسان الوزارة سنان المجالي قوله "إن قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هو خطوة استفزازية مُدانة، وتمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها."

وأضاف البيان أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات، بالتزامن مع الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بالمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً.

وأكد المجالي أن المسجد الأقصى المبارك - الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري في كل ما يتعلق بإدارة شؤون الحرم القدسي.

وأُعلن في عمّان أنه في إثر هذه الزيارة، استُدعيَ سفير إسرائيل لدى الأردن إيتان سوركيس إلى مقر وزارة الخارجية في عمّان إلى جلسة توبيخية.

وقالت مصادر أردنية مطّلعة إن السفير سوركيس أوضح لمحاوريه الأردنيين أن إسرائيل ملتزمة بالوضع القائم، وبضمان حرية العبادة في هذا المكان المقدس، لكنه في الوقت عينه أشار إلى أنه سبق أن قام وزراء إسرائيليون بزيارات إلى المكان في الماضي.

وقال الناطق بلسان رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن اقتحام بن غفير المسجد الأقصى المبارك يشكل تحديّاً للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والمجتمع الدولي. وحذّر أبو ردينة من أن استمرار هذه الاستفزازات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف، وإلى تفجُّر الأوضاع.

وقال القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان إن فصائل المقاومة الفلسطينية تتابع، عن كثب، تطورات الأحداث في المسجد الأقصى واستفزاز الوزير بن غفير لمشاعر الشعب الفلسطيني. وحمّل رضوان إسرائيل المسؤولية عن استفزاز اقتحام بن غفير لمشاعر الشعب الفلسطيني، وعن تداعيات هذا الاقتحام.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، تعقيباً على اقتحام بن غفير المسجد الأقصى، إن المقاومة على استعداد ويقظة تامَّيْن، وهي تُجري تقييماً مستمراً لكل ما يجري، ويدها على الزناد.

ودانت وزارة الخارجية السعودية إسرائيل. وقالت الوزارة في بيان صادر عنها إن السعودية تُعرب عن تنديد وإدانة الممارسات الاستفزازية التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات هذا الموقع الحساس.

كما دانت الإمارات العربية المتحدة اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى، ودعت إلى وقف الانتهاكات الخطرة والاستفزازية فيه.

وأُعلن أمس تأجيل الزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الإمارات الأسبوع المقبل. ونفت مصادر في ديوان رئاسة الحكومة وجود علاقة بين تأجيل هذه الزيارة وبين تسلُّل بن غفير إلى المسجد الأقصى وحقيقة أن الإمارات نددت رسمياً بهذه الخطوة. وقالت هذه المصادر إن زيارة نتنياهو ستجري في وقت لاحق من كانون الثاني/يناير الحالي.

وأعربت مصر عن أسفها لقيام مسؤول رسمي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة باقتحام المسجد الأقصى، بصحبة عناصر متطرفة، تحت حماية القوات الإسرائيلية، مؤكدةً رفضها التام لأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس. وحذرت مصر من التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وعلى مستقبل عملية السلام، داعيةً كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع.

وفي الرباط قال مصدر رفيع المستوى في وزارة الشؤون الخارجية المغربية إن الوزارة تتابع الوضع في المسجد الأقصى عن كثب، على الخلفية نفسها.

وأصدرت سفارات الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي في إسرائيل بيانات تنتقد زيارة بن غفير، وتحثّ على التهدئة في هذا الموقع.

وشجب بيان السفارة الأميركية في القدس الزيارة، وأشار إلى أن موقف السفير توم نيدس كان واضحاً للغاية خلال محادثاته مع الحكومة الإسرائيلية بشأن ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس. وأكد أن أي أفعال تمنع ذلك غير مقبولة من الإدارة الأميركية.