يجب تفكيك معادلة القدس الحرم القدسي، لكن ليس تحت الضغط وبصورة متسرعة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • الشاباك كهيئة مهنية لم يعارض زيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى الحرم القدسي، ورأى أن الخطوة لا تمسّ بالوضع القائم. وكانت التوصية أن في الإمكان القيام بالزيارة ما دامت ستحدث في الصباح الباكر، مع صمت إعلامي، ولفترة قصيرة جداً. ويتضح الآن أن تقارير المراسلين السياسيين التي تحدثت في الأول من أمس عن قرار تأجيل الزيارة بعد الحديث مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كانت خدعة عبر وسائل الإعلام. ولقد نجحت: الزيارة مرّت بهدوء، وانتهت خلال 13 دقيقة.
  • في الخلاصة، التسوية بين رئيس الحكومة، الذي وافق على زيارة وزير الأمن القومي إلى الحرم القدسي، كانت تتعلق بشكل الزيارة التي يجب أن تكون سرية وبعيدة عن الأضواء. لكن الزيارة السريعة كانت كافية كي يثبت بن غفير لجمهور ناخبيه أنه التزم بوعوده زيارة الحرم القدسي. من جهة أُخرى، يبدو أن رئيس الحكومة هو الذي خرج خاسراً. والفضل في التغيير المزعوم في السياسة سُجّل كله لمصلحة بن غفير، الذي أثبت بصورة مبكرة قدرته على انتهاج سياسة خاصة به. من جهة ثانية، على رئيس الحكومة الآن مواجهة التداعيات على الصعيد السياسي، وربما أيضاً من النواحي الأمنية.
  • بعد أكثر من سنة ونصف السنة على عملية حارس الأسوار، يدّعي مسؤولون رفيعو المستوى في هيئة الأركان العامة أن الردع في مواجهة "حماس" أصبح أقوى من الماضي، بعد العملية العسكرية في غزة. وكدليل على ذلك، يشيرون إلى أنه على الرغم من موجة "الإرهاب" المتصاعدة في الضفة الغربية والعدد المرتفع للقتلى الفلسطينيين، فإن "حماس" ظلت واقفة موقف المتفرج، ولم تردّ بإطلاق الصواريخ من القطاع. بالإضافة إلى ذلك، فهي تفرض الهدوء على التنظيمات "الإرهابية" الأُخرى.
  • في الجهة الثانية من المعادلة، تستغل "حماس" الهدوء لترميم وتعزيز قوتها العسكرية، ومن أجل تعميق وتقوية الوعي في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، وحتى وسط أجزاء كبيرة من المجتمع العربي في إسرائيل، بعد الدعم الذي حصلت عليه في الاضطرابات التي حدثت في المدن المختلطة وفي النقب خلال عملية حارس الأسوار.
  • على الرغم من الأثمان التي تكبّدتها "حماس" خلال العملية والإنجازات العملانية القليلة في تدفيع إسرائيل الثمن، فإن مكانتها تعززت في وعي الشارع الفلسطيني بصفتها حامية القدس والأماكن المقدسة، وأنها هي التي فرضت على إسرائيل مواجهة عسكرية، بعد أن أطلقت صواريخها على عاصمتها عشية عملية حارس الأسوار - وهذا إنجاز على صعيد الوعي لا يمكن تجاهُل خطورته. التحدي السياسي والأمني الذي تواجهه إسرائيل هو تفكيك مكونات المعادلة والتأثير الذي تسعى "حماس" لاستمراره وتعميقه.
  • صحيح أن دولة ذات سيادة لا يمكن أن تسمح لنفسها بأن تكون عرضة لابتزاز تنظيم "إرهابي" ومعادلة القدس الحرم القدسي الشريف يجب تفكيكها. لكن يجب أن نفعل ذلك بناءً على سياسة منتظمة للحكومة، ومن خلال إدارة صحيحة للمخاطر، وليس تحت الضغط والارتجال، كما جرى في الأمس مع زيارة بن غفير إلى الحرم القدسي.