لماذا يكرهون إسرائيل في قطر؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • المفاجأة الكبرى في المونديال حتى الآن، إذا حكمنا من التقارير الكثيرة للصحافيين الإسرائيليين في قطر، هي أن الناس هناك لا يحبون إسرائيل. غريب! كيف يمكن لمواطنين في دولة ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أن يكونوا مُعادين لنا. وصادم أن دولة تعبّر عن تأييدها للنضال الفلسطيني ضد القمع الإسرائيلي لا تستقبل بمودة أولئك الذي يرمزون إلى الاحتلال.
  • لكن ما هو ذنب الصحافيين؟ هم جاؤوا إلى قطر، فقط لتغطية الحدث، واستُقبلوا بـ"مونديال الكراهية"، بحسب العنوان الأول في "يديعوت أحرونوت" في الأمس. راز شاخنيك، موفد الصحيفة وصاحب الخبر، كتب في نهاية الأسبوع على وسائل التواصل الاجتماعي: "كنت أعتقد دائماً أن المشكلة هي مع الحكومات، ومع الحكام. وربما لدينا. لكن في قطر، تعرفت إلى حجم كراهية الناس في الشارع."
  • هل كراهية العرب عموماً غير موجودة لدى شرائح من الناس في الشارع عندنا؟ يبقى أن نشرح من أين أتى الذين انتخبوا أعضاء الكنيست الذين لا يريدون حل النزاع مع الفلسطينيين؛ ويشجعون بناء المزيد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، ويعمّقون القمع وإدامة ظلم الاحتلال؟ هل هم مخلوقات من كوكب آخر؟ هل هم مواطنو دول معادية؟ وربما القطريون أنفسهم؟
  • لكن يجب ألا نذهب بعيداً من أجل حل اللغز، أو بكلمات أُخرى من أجل دحض الادعاءات بأن المقصود فقط حكومات، وليس مواطنين، وأن الجو العام لا علاقة له بالجمهور. مَن أعطى صوته للإنجاز الكبير الذي حققه اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة؟ مَن هم هؤلاء الذين يصرخون "الموت للعرب" في مدرجات ملاعب كرة القدم، وفي المؤتمرات السياسية؟ مَن هم هؤلاء الذين ينتظرون لمعرفة ما إذا كان القتيل يهودياً أو عربياً من أجل تعزية العائلة، ومَن هم غير المقتنعين بالحاجة إلى قيام دولة فلسطينية، وفقاً لاستطلاعات الرأي؟
  • هل من المحتمل أن كل هؤلاء لا يفرّقون فعلاً بين أفعالهم وبين الوضع الفعلي؟ وبين معتقداتهم وبين البطاقة التي وضعوها في صناديق الاقتراع؟ وبين يوتوبيا إسرائيل الكاملة – من البحر إلى النهر - وبين الواقع في المناطق؟
  • ربما هم ببساطة، لا يعلمون ولا يريدون أن يعرفوا ماذا يجري وراء جدار الفصل. وإذا كانوا من الإعلاميين، الجهل ليس أقل من تقصير؛ وهو فشل في فهم أن احتلالاً مزدوجاً لمدة 55 عاماً مترافقاً بعدم مبالاة عامة من الجمهور لا يساوي حباً بلا حدود.
 

المزيد ضمن العدد