تقرير: بينت يشيد برئيس راعام لشجاعته وانضمامه إلى حكومته ويعرب عن أمله بأن تنجح الحكومة المقبلة في توحيد المجتمع الإسرائيلي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق نفتالي بينت برئيس حزب راعام [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس، لشجاعته وانضمامه إلى حكومته، وأعرب عن أمله بأن تنجح الحكومة المقبلة في توحيد المجتمع الإسرائيلي.

وجاءت إشادة بينت هذه في سياق مقال رأي نشره في صحيفة "نيويورك تايمز" أمس (الأحد)، وكتب فيه أيضاً: "لقد وصفنا أنفسنا بأننا حكومة حُسن نية. وأثبتنا لأنفسنا ولمن كان خارج ائتلافنا أن أشخاصاً مع آراء سياسية مختلفة جذرياً يمكن أن يعملوا معاً بشكل جيد للغاية. إن العالم أكثر استقطاباً من أي وقت مضى، ولكن النموذج الذي قدمناه كان نموذج تعاوُن ووحدة، تتجاوز فيه قومك من أجل بلدك."

وخصّ بينت منصور عباس بمديح خاص، قائلاً إنه بينما كان لديه في البداية رأي سلبي عن زعيم راعام، إلا أنه سرعان ما تغيّر.

وكتب بينت بهذا الشأن: "اكتشفت قائداً شجاعاً في سنّي تقريباً، وتبين أنه رجل بمعنى الكلمة. وكلانا رجلان مؤمنان، ولذا سرعان ما اتفقنا على أنه مهما كانت الخلافات العقائدية التي قد تكون بين اليهودية والإسلام، فسوف ندع التعامل معها إلى الله. وسنعمل معاً هنا والآن لتوفير تعليم أفضل ووظائف أفضل وشوارع أكثر أمناً للإسرائيليين وللعرب."

وأضاف بينت: "يتم الآن تأليف حكومة جديدة في إسرائيل، وآمل بأن يفهم قادتها أن التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل هو الحفاظ على تماسُك جميع أجزاء المجتمع الإسرائيلي."

ووفقاً لبينت، فإن سبب نجاح حكومته في تمرير تشريعات كانت "قاعدة 70/70" التي قال إنها تعكس حقيقة أن نحو 70% من الإسرائيليين يتفقون على 70% من القضايا. وأضاف: "إن جميعنا متفقون على أننا بحاجة إلى قطارات وطرق أفضل، وإلى تعليم أفضل، وإلى أمن أكثر وتكلفة معيشية أقل. لكننا نختلف على الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والدين والدولة والطبيعة المرغوب فيها لنظامنا القانوني. لذلك، ركزت حكومتي على إنجاز نسبة 70%، بدلاً من الجدل اللانهائي في القضايا التي لم نتفق عليها. اتفقنا جميعاً على أن هذه الحكومة لن تصر على السيادة الإسرائيلية على المناطق [المحتلة]، ولن تسلمها للفلسطينيين. وبالمثل، قررنا عدم إصدار تشريعات بشأن أي مسائل دينية أو قانونية متنازع عليها."

وأضاف بينت أنه من خلال عدم لمس أكثر القضايا حساسية من الناحية السياسية، كان في إمكان أعضاء حكومته المكونة من أعضاء كنيست من مختلف الأطياف السياسية أن "يبدؤوا بالنظر إلى بعضهم البعض كأشخاص محترمين يعملون لمصلحة إسرائيل، وليس كشياطين كما كان يصف أحدنا الآخر."

وختم بينت قائلاً: "على الرغم من أن حكومتي عملت لمدة عام واحد فقط، فإنني أعتقد أننا قدمنا صورة فريدة ونموذجاً من كيفية تعاوُن مجتمع شديد الاستقطاب. إن تلك الصورة الجميلة التي نُقشت في القلوب والعقول لا يمكن محوها بسهولة."

يُذكر أن بينت قدّم في وقت سابق من هذا الشهر استقالته رسمياً من منصب رئيس الحكومة البديل. وكان أعلن نيته ترك الحياة السياسية بعد انهيار ائتلاف حكومته والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة في حزيران/يونيو الفائت.

ودعا بينت في رسالة استقالته حكومة اليمين الجديدة المتوقعة إلى عدم الدوس على اليسار، كما حضّ اليسار الإسرائيلي على عدم الشعور باليأس بسبب نتيجة الانتخابات التي شهدت نجاح كتلة اليمين بقيادة حزب الليكود، الذي يترأسه بنيامين نتنياهو، في الفوز بأغلبية مع 64 مقعداً في الكنيست.

 

 

المزيد ضمن العدد